وليد كبير: عدم استدعاء الجزائر لقمة “جدة” بخصوص القضية السورية صفعة جديدة للنظام العسكري
تطرق الناشط الجزائري وليد كبير، في فيديو بثه على قناته الرسمية بموقع “يوتيوب” إلى الاجتماع التشاوري المنعقد في مدينة جدة السعودية، و المخصص للتباحث في عدد من القضايا أبرزها القضية الفلسطينية وكذا رجوع سوريا إلى أحضان الجامعة العربية.
و الملاحظ حسب كبير، هو غياب الجزائر عن هذه القمة التي ضمت دول مجلس التعاون الخليجي إضافة لكل من الأردن و مصر و العراق، وهو أمر يعد في نظره غريبا على اعتبار أن الجزائر هي التي تترأس الجامعة العربية، مضيفاً أنها رسالة مشفرة إلى النظام العسكري، مفادها أن محاولة الاستفراد بالبحث عن حل للأزمة السورية لن يعطي أي نتيجة.
المعارض الجزائري أكد كذلك أن قرار استبعاد الجزائر عن هذا اللقاء و الذي يأتي في سياق عودة العلاقات السعودية-الإيرانية، لَهو خير دليل على فشل القمة العربية الأخيرة المنعقدة ببلادها، إذ كان الغرض منها هو استغلالها من طرف العصابة الحاكمة تروم خلق “بروباغاندا” للاستهلاك الداخلي.
و ليد كبير استرسل في إبراز أوجه انعدام الرؤية الدبلوماسية الواضحة و العزلة التي صار نظام العسكر مشهوراً بها على الصعيد المحلي و الإقليمي، بحيث دائماً ما يحاول حكام قصر “المرادية” التدخل في قضايا لا تمت للجزائر بصلة و لن تجني من وراءها أي فائدة، بل على العكس فإنها تستنزف طاقاتهم و ثرواتهم فقط و يبقى أبرز مثال لذلك هي قضية الصحراء المغربية.
من جانب آخر، قال وليد كبير أن الدول التي تحكمها أنظمة عسكرية كالجزائر مثلاً، دائماً ما يكون مصيرها الفشل و الصراع الغير منتهي حول السلطة ضارباً المثل بما يحدث اليوم بالسودان و الاشتباكات التي أدخلت البلاد في دوامة من الفوضى، مضيفاً أن كل المؤشرات تؤكد أن نفس المصير سوف يصادف نظام تبون و شنقريحة في القريب العاجل، لأن العسكر حسب كبير مكانه الثكنات و ليس المناصب السياسية.
و اختتم وليد كبير حديثه بالقول أن أزمة نظام العسكر الانقلابي في الجزائر هي أزمة هوية بالدرجة الأولى، إذ لم يتمكن من الحفاظ على معالم ثراتية و تاريخية طبعت الذاكرة الشعبية الجزائرية و هو ما حذا به إلى البحث عن الاستيلاء على تاريخ دول أخرى مجاورة، و بالتالي فمستقبل هذا البلد سيبقى أسوداً ما دام العسكر هو المتحكم في السلطة.