”فرنسا ماكرون” المستعمِرة و”جزائر تبون” المستعمَرة وجهان لعملة واحدة
أعادت التصرفات الصبيانة غير الديبلوماسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الأذهان، أيام الجرائم والإبادات الجماعية المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي في حق المقاومة والشعب المغربي.
وتعمل الآن فرنسا بمساعدة أذنابها على مهاجمة المغرب، حيث تستوقفنا هنا عملية ”إيكوفيون” التي تعني ”المكنسة” باللغة الإسبانية، حيث إتحدت فيها فرنسا مع اسبانيا من أجل إبادة المقاومة والمغاربة يوم 10 فبراير 1958، لكن في زماننا هذا اختارت ”فرنسا ماكرون” الاتحاد مع ”جزائر تبون” من أجل مهاجمة المغرب.
ما زالت فرنسا تتبنى المفاهيم الخاطئة اتجاه المغرب على أنه من مستعمراتها السابقة، وعلى أنها قادرة على التحكم في السياسات العامة في بلد حر وديمقراطي ومتنوع.
وتعتقد ”فرنسا ماكرون” أن المغرب فاقد السيادة وأنها قادرة على التأثير وابتزاز المغرب، وهو مفهوم خاطئ، كونها لم تستوعب أن مغرب الأمس ليس مغرب اليوم.
فرنسا الآن تقوم بتنفيذ عملية ”إيكوفيون” بمساندة جزائرية، وذلك عبر تسخير أذرعها الإعلامية والجمعوية الممولة من خزينة الشعب الجزائري، في مقابل مساندتها لهذا النظام العسكري الذي يمتص دماء المواطن البسيط في الجزائر، وهذا ليس بالأمر الغريب على فرنسا التي مازالت تتملك ”جينات استعمارية”.
المثير للسخرية أن البلد المستعمِر ”فرنسا” والبلد المستعمَر “الجزائر” يتباكيان لعدم رد أو قبول المغرب لمسألة المساعدة، لهذا عملت فرنسا بدعم جزائري على ممارسة الاستفزاز الخبيث الذي يكشف للجميع طبيعة هذين النظامين، وممارساتهما السياسية وإعلامهما الموجه ضد المغرب.
الأكيد أن دبلوماسية ”فرنسا ماكرون” مع الأفارقة يميزها طابع الاستعلاء، ظنا منها أنهم لازالوا بحاجة إليها، وكما لو أن قصر الإليزيه ما زال يمارس سلطته الاستعمارية على القارة الافريقية.
أما قصر المرادية التابع للإليزيه، فهو فعلا من يحتاج المساعدة، حيث أن مجلسه الأعلى للأمن ورغم تنظيمه لاجتماعات مكثفة من أجل إيجاد حل لمشكلة نقص العدس وخصاص اللوبيا، لم يستطع معالجة هذه المشكلة البسيطة، فكيف له أن يقدم يد المساعدة للمغرب؟!.
وفي محاولة بائسة منه لتغطية هذا الفشل الذريع، نسج هذا النظام مسرحية مطار بوفاري، لا لشيء، فقط من أجل صناعة صورة وهمية للعالم وإبراز قوة نظام الكابرانات.
هذه الصبيانية والوضاعة التي تتميز بها ”فرنسا ماكرون” ورضيعها ”جزائر تبون” جعلت الإعلام والسياسة في هذين البلدين يصلان لمرحلة الحضيض، حيث يعتقدون الآن بأن الدولة المغربية في حالة ضعف بسبب فاجعة الزلزال المدمر ،متناسيين أنهم يتعاملون مع دولة لها تاريخ عمره 21 قرنا.