محللون سياسيون: دبلوماسية البترودولار تُوْقِعُ فرنسا في شباك جنرالات الجزائر والمغرب يُشْهِرُ البطاقة الحمراء في وجه البرلمان الأوروبي (فيديو)

تطاول البرلمان الأوروبي على المغرب واستهدافه من بوابة حرية الصحافة حصد استهجانا دوليا وتفاعل معه العديد من الخبراء. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور محمد شطاطو، أستاذ محاضر بجامعة الرباط، خلال حلوله ضيفا على برنامج Les Grandes Gueules على قناة إسرائيل 24 نيوز، أن هناك تضييق على حرية الصحافة في العالم، والمغرب بعيد عن هذا التصنيف، بحيث كان ولازال نموذجا يحتذى به كبلد حريص على الوفاء بالتزاماته مع شركائه الأوروبيين. يكفي التذكير بأن المملكة المغربية تلعب دور الدركي الذي يحرض الحدود الأوروبية ويجنبها تدفق المهاجرين السريين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، ثم يتصدى بحزم لظاهرة الإرهاب التي تؤرق بال أوروبا، ناهيك عن تأمين حاجيات القارة العجوز من الفواكه والخضروات ثم الأسمدة والبذور. باختصار شديد، يتابع ذات المتحدث، المغرب يلعب أدوارا متعددة وجوهرية في المعيش اليومي للقارة الأوروبية وأبان عن كفاءة عالية في هذا الجانب.

وبخلاف ما يروج له من مغالطات، يقول شطاطو الذي يعمل أيضا كمحلل سياسي لفائدة وسائل إعلام عديدة، (يقول) أن المغرب يضمن لصحافييه هامشا من حرية التعبير، لكن البرلمان الأوروبي باستهدافه للمغرب يؤكد من حيث لا يدري أن دبلوماسية البترودولار وشراء الذمم المكرسة من طرف جنرالات الجزائر قد أعطت أكلها مع القارة الأوروبية، وإلا لماذا لم يستهدف البرلمان الأوروبي المغرب قبل أربع أو خمس سنوات خَلَتْ؟ يتساءل المحلل السياسي. وعليه، لقد أضحت أوروبا اليوم في حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى للغاز، الذهب المفقود، لذلك لا تجد في الأمر حرجا إذا ما طعنت في المغرب مقابل فتح صنبور الغاز الجزائري في وجهها. وضع أوروبا يدها في يد النظام الجزائري للضرب من تحت الأحزمة في صورة ومصداقية المغرب، كان كفيلا بأن يتم الإعلان انطلاقا من المؤسسة التشريعية عن ضرورة إعادة النظر في العلاقات مع البرلمان الأوروبي.

وغير بعيد عن هذا السياق، أوضح متحدث آخر أن فرنسا آخر من يتحدث عن حرية الصحافة في ظل رضوخ كبار الإعلاميين الفرنسيين لأهواء وأجندة إيمانويل ماكرون، الذي سطر لهم الخط التحريري المفترض إتباعه عند الحديث عن إصلاح نظام التقاعد الفرنسي. عن أي حرية التعبير والصحافة يمكن الحديث والرئيس الفرنسي اشترى ذمم الصحافة الفرنسية بعشاء سري بقصر الإليزيه؟ يستغرب ذات المتحدث. لقد تم انتهاك حرية الصحافة الفرنسية ومرت المسألة مرور الكرام دون أن تحدث ضجة أو ما شابه. والحال كذلك، يتابع المتحدث، حري بفرنسا أن تطرح معضلة حرية الصحافة الفرنسية على طاولة النقاش بدل الانشغال بنظيرتها المغربية وما يتوجب عليها فعله أو تركه.

قد يقول قائل أن هوس النظام الجزائر بالمغرب فيه شيء من المبالغة، لكن ما حدث وقت منافسات كأس العالم قطر 2022، وكيف امتنع الإعلام الجزائري عن مواكبة أخبار المنتخب المغربي كغيره من المنتخبات المشاركة في هذا العرس الكروي العالمي، إنما هو تأكيد واضح على أن الجنرالات قد بلغ حقدهم على جارهم مداه.

وخلص المتحدثون إلى كون المغرب يدفع اليوم ثمن توقيعه على اتفاقيات أبراهام، ثم تقاربه مع الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت رسميا بمغربية الصحراء، ما أزعج القارة الأوروبية التي أصبحت تخاف على مصالحها بمنطقة شمال إفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى