نصب وتعنيف ثم معاملة لا إنسانية.. تقرير فرنسي يرصد وحشية النظام الجزائري في طرد المهاجرين الأفارقة نحو النيجر

بدون أن يرف له جفن، ينخرط بين الفينة والأخرى النظام الجزائري في حملة تمشيط لا إنسانية تستهدف بالأساس طرد المهاجرين الأفارقة نحو النيجر.
وبحسب شهادة مراسل قناة فرنس 24 مهدي شبيل الذي حل بمنطقة السمكة بدولة النيجر، فإن الملايين من المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء الذين قابلهم لا زالوا عالقين بالنيجر، نتيجة طردهم بشكل تعسفي من طرف عصابة الكابرانات.
وعن القرار المجحف واللاإنساني، يتابع ذات المتحدث، فإن النظام الجزائري باغت الضحايا على حين غرة، في وقت يستقر العديد منهم منذ شهور فيما آخرون منذ سنوات داخل دولة الجزائر، حيث أسسوا حياة مستقرة هناك وكونوا عائلات. بل الأفظع من ذلك، يوضح شبيل، منهم من طردته عناصر الشرطة من داخل مقر عمله أو منزله، فيما آخرون تمت مباغتهم أثناء تناولهم لوجبة الغداء بالمطاعم.
وبعد تكديس الضحايا بمراكز الاحتجاز، يقول مراسل فرنس24، تمت تعبئتهم في الحافلات لنقلهم إلى منطقة تمنغاست التي تبعد ﺑ 1900 كيلومتر عن الجزائر العاصمة، حيث احتُجزوا لأيام أو أسابيع، ومن هناك تم طردهم صوب منطقة السمكة بدولة النيجر وهي منطقة قِفَار معزولة تماما. هناك تم ترك المهاجرين ليواجهوا مصيرا مجهولا، إما أن يتدبروا أمرهم لدخول أقرب منطقة مأهولة بالسكان داخل التراب النيجيري أو يهلكوا في تلك الصحراء القاحلة.
طغيان النظام الجزائري لم يقف عند هذا الحد، فذاكرة الأفارقة المطرودين، يقول مهدي شبيل، تحتفظ بمشاهد صادمة أقدمت خلالها عناصر الشرطة الجزائرية على تجريد الضحايا من أموالهم و هواتفهم النقالة التي تعتبر وسيلة لا غنى عنها للتواصل مع ذويهم.