وما خفي كان أعظم… التنصت على الهواتف وتطبيقات هاتفية تفضح زيف ادعاءات عصابة الدكتور التازي

 في مفاجأة جديدة، كشفت الأبحاث في ملف الاتجار بالبشر، الذي يواجه به المتهمون في ما بات يعرف إعلاميا ب “عصابة الدكتور التازي“، عن حيل ماكرة للإيقاع بالأغنياء والميسورين في حبال الابتزاز لاستدرار عطفهم والوصول إلى تبرعاتهم المالية.

وفي هذا الصدد، أوردت يومية “الصباح”، على صفحتها الأولى في عددها ليوم الجمعة 6 ماي 2022، أن التنصت على هواتف المتهمين استغرق شهرين ونصف، كما جرت عملية التقاط المكالمات وفق ما ينص عليه الفصل 108 من قانون المسطرة الجنائية في إطار أوامر صادرة عن الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالبيضاء، بعد ملتمس من الوكيل العام للملك لدى المحكمة نفسها، إذ بلغت الأوامر الصادرة عن الرئيس الأول 6 توزعت تواريخها بين يناير ومارس الماضيين.

التحقيقات المنجزة في هذا الملف الثقيل، أسفرت وفق ما نشرته ذات اليومية، أن الوسيطة المكلفة بإيجاد المحسنين، لم تكن تربطها أي علاقة نظامية بالمصحة، وكانت تتجول بحرية رفقة المستدرجين من الضحايا في مرافق المستشفى لتعريفهم على المرضى، كما كانت تقبض نسبة 20% عن كل تبرع يدخل خزينة المصحة، وذلك بتواطؤ مع زوجة مالك المصحة وشقيقه، وكذا المكلفين بقسم الحسابات.

التقدم في مراحل التحقيق كشف أيضا، أن الوسيطة كانت تتصيد أرقام الأثرياء بالاعتماد على تطبيق خاص بالهواتف الذكية، حيث تربط بهم الاتصال وتقدم نفسها على أنها مساعدة اجتماعية تشتغل لصالح جمعية خيرية، كطريقة غير مباشرة تمهد لهم من خلالها بإمكانية تبرعهم بمبالغ مالية لفائدة مرضى تطلعهم على صورهم وهم في حالة مرض.

مرحلة إقناع المحسنين ودفعهم للتبرع بسخاء لم تقف عند هذا الحد، بل استغلت المتهمة )الوسيطة( حتى الرضع، بحيث كانت تنسق مع إحدى الممرضات لتصوير حديثي الولادة وإرسال الصور لها لتبعثها بدورها إلى المتبرعين ممن بلعوا الطعم.

وتوصلت الأبحاث إلى سبع رضع، استغلت صورهم للحصول على تبرعات، بعد تدخلات طبية مختلفة لعلاجهم من أمراض يعانونها، وفي إحدى الحالات، وجدت الوسيطة متبرعا، إلا أن الرضيع غادر المصحة، لتجبر الممرضة المكلفة على تصوير رضيع آخر، لا يعاني من أي شيء، وإرسالها إلى المحسن للاحتيال عليه ودفعه إلى أداء مبلغ الفاتورة.

ضحايا عصابة الدكتور التازي ينتمون لمختلف المشارب، من كل فن طرب، تبرع لصالح مصحته فنانون ومدراء شركات إيمانا منهم بثقافة التكافل الاجتماعي، إلا أنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال باسم الإحسان.

وبالموازاة مع ذلك، أكد مضمون التحقيقات أن الوسيطة استعانت بحساب بنكي في اسم ابنتها، لاستقبال تبرعات المحسنين، فيما فضل آخرون تقديم المساعدات نقدا. هذا وبلغ مجموع التبرعات الوافدة على الحساب أكانت نقدا أو شيكات 80 مليون.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى