النظام الجزائري يخبط خبط عشواء.. أي معارض بالخارج لتوجهات نظام الكابرانات فهو حتما إرهابي و”القائمة السوداء” تليق به

المعارضة ظاهرة صحية ومطلوبة، ودليل قاطع على أن السياسة تمارس بشكل ديمقراطي، بحيث يوجد مكان للرأي والرأي الآخر دون المساس بأحقية طرف على آخر، إلا في بلاد العساكر حيث الرأي الآخر والتوجه الآخر والرؤية الأخرى تقود بالضرورة صوب سجون النظام أو تلاحقك في أحسن الأحوال تهم ثلاثية الأبعاد على غرار “الإرهاب”، وإن كنت عسير الحظ فقد تتعرض لمحاولات التصفية الجسدية تماما كما حصل مع المعارض الجزائري هشام عبود.

صحيفة “موند أفريك” الفرنسية أفردت مقالا مطولا في عددها الصادر اليوم الأحد 20 فبراير، حول ما يجري داخل مطبخ قصر لمرادية من إعداد لأبشع المخططات بمباركة من القيادة العسكرية، لتنحية كل من يقف سدا منيعا أمام تغول رموز الفساد، الذين روحوا على الجزائر سنوات من التنمية وأصبحت في مهب الريح.

ولأن نواياه خبيثة، تحرك النظام الجزائري بشكل رسمي وأقدم على نشر قائمة تضم أسماء أبزر قادة الحراك الشعبي بأوروبا ضمن النسخة الأخيرة من الجريدة الرسمية، ممنيا النفس باحتمال قبول شركائه الغربيين تسليم المعارضين وترحيلهم نحو الجزائر، وبالتالي إزاحتهم عن طريقه.

واستنادا لذات المصدر، شمل التصنيف “العبثي” حركتي “رشاد” التي توصف بأنها ذات توجه إسلامي و”الحركة المطالبة باستقلال منطقة القبايل عن الجزائر، المعروفة اختصارا بـ”الماك”.

وضمت قائمة “الأشخاص الإرهابيين المفترضين” 16 فردا ينتمون للحركتين المذكورتين، أبرزهم الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، الذي قالت الجريدة الرسمية إنه “مسير كيان رشاد”، ورئيس حركة “الماك” فرحات مهني، فضلا عن أشخاص آخرين مثل الصحافي والمعارض الشرس هشام عبود والذي شكل مصدر إزعاج كبير لنظام العسكر على مدار سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي وكان قاب قوسين من محاولة التصفية الجسدية مؤخرا.

وبالعودة إلى صحيفة “موند أفريك” الفرنسية، يبقى تربص النظام الجزائري بمعارضيه سواء بالداخل أو الخارج دليل قاطع على حجم المخاوف والهواجس التي يعيشها هذا النظام المفلس، وقد جعلته يضرب بمبدأ حقوق الإنسان عرض الحائط وانخرط في حملة اعتقالات غير مسبوقة في حق النشطاء.

اليوم، نتحدث عن أزيد من 350 معتقل سياسي زج بهم داخل السجون، ثم تعقب النظام لمعارضيه بكبريات العواصم الأوروبية، على غرار لندن وباريس ومونتريال، لأنهم يشكلون دعما قويا وكبيرا للحراك الشعبي وملتزمون برفع مطالبه أسبوعيا بمختلف الشوارع الأوروبية دون كلل أو ملل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى