بين بطاقة الصحافة وبطاقة “الجزاء”.. حميد المهداوي يبحث عن “استقطاب” جزائري من تحت الدف (كاريكاتير)

لا أريد أن أرتمي “علانية” في حضن العسكر الجزائري، إنما لمشيئة القدر رأي آخر ولتعنتكم في منحي بطاقة الصحافة سبيلي “المغري” لعقد صفقة مربحة مع مسؤولي “العالم الآخر”، طالما أملك ضمن أجندة معارفي وسيطا ذو صوت مسموع لدى الجيران من طينة السي علي المرابط، جازاه الله عني وعن بقية المنشقين خير الجزاء.

إنه خُلد حميد “الهضراوي” وأنت تُجري داخله جولة مقتضبة لن تسمع إلا أفكارا مُشوشة وخطط مربكة من هذا الطراز، يُنتجها عقل شخص جبان يختار دائما أنصاف الحلول لأن المنتصف ميدانه حيث الغنائم مضمونة وتُدركها اليد يمينا وشمالا. إنما الوقوف على رؤوس الجبهات يُعتبر كابوسا لعشاق المنتصف كون التقيد “قناعة” باعتناق جبهة يعني بالضرورة خسارة “امتيازات” جبهة أخرى، بل ونيل غضبها. إذن، ما الداعي لمخاطبة ضمير “غائب منفصل” لكنه “متصل” بكل ما يُفضي إلى اكتناز الثروات المحلي منها و”المستورد” عبر بوق اسمه “بديل”؟.

إن من سخرية الأقدار التي حدثنا عنها خُلد الصحافي “المضطهد” حميد المهداوي، حتى وهو يختار لتجربته الإعلامية “المزعومة” اسما، لم يستدعي له عقله الباطن غير اسم “بديل”. وكأن الرجل يَحْيَي “على أُهبة الاستعداد” لأي طارئ قد يقوده لتقديم خدمات “إعلامية تهليلية” “بديلة” لمن يدفع أكثر ويُقدر عرق الجبين قبل أن يجف.

لقد فات، في بحثه المضني عن بطاقة الصحافة، حميد الوصولي أن يُوقن بأن بروفايله لا يستحق أكثر من بطاقة جزاء حمراء للطرد من الملعب، مع إمكانية عدم ولوجه مستقبلا، لأنه يُبعثر تركيز اللاعبين الأكِفاء ويزرع البغضاء فيما بينهم عبر التشكيك في قدراتهم وقدرات مُدربهم.  

إنما وُجهاء الوطن ومعهم المغاربة الفَطِنين لم يكن لتمر عليهم الأساليب الملتوية التي يعتمدها “الحلايقي” حميد المهداوي وهو يتناول انشغالات الوطن بكثير من السوداوية، تصلح كمنوم مغناطيسي لمسلوبي العقل من يرون في الانتهازي نَصُوحًا يُطوع الأباطيل لتصير حقا مُفترى عليه. وبالتالي، يخلق الفرجة لطينة من المشاهدين ممن يحققون غاية “التشفي” ولو بكلام شعبوي ينهل من مَعين البلطجة والتجني.

وكما عودنا على شكواه المشفوعة بعبارة “خوتي لمغاربة”، فإن حميد الذي يمارس “المعاطية” ويُريد الانتماء “صحة” إلى الجسم الصحافي الوطني، يعتقد -سهوا- أن لايفاته الشعبوية وقناته المليونية هما سلاحه الفعال لإقناع أهل الاختصاص بضمه إلى أسرة الصحافة الوطنية ومنحه بطاقة رسمية تؤهله لحمل لقب صحافي محترف. بينما واقعه كإنسان لا يُميز بين العمق والقعر ولا يعرف حدود ممارسة الإخبار والسقوط في فخ التشهير بالإفراد والشخصيات العامة، فضلا عن حسن سيرته الملطخة بالسوابق العدلية لن يسهم إلا في تعميق متاعبه ويُعدم حظوظه في الحصول على “الاعتراف بالوجود والانتماء”.

وكمن يبحث عن مُتغيب، فقد استنجد صاحب موقع بديل بكل من عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، وياسين المنصوري، المدير العام لمديرية الدراسات والمستندات، ثم عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، علهم يهتدون إلى بطاقة المهداوي ويُودعونها في حضنه حتى يهنأ له البال ويُغادره إحساس الغربة بين أبناء المهنة.

لكن الاستنجاد برجالات الدولة ممن لا رابط منطقي أو حتى مؤسساتي يربطهم بنزاع المعني بالأمر مع المجلس الوطني للصحافة يدفعنا للاستغراب. لنتمهل قليلا، لربما يبحث الرجل عن حسن سيرة وسلوك جديدة من بوابة المؤسسة الأمنية؟ أو لربما يخطب ود عزيز أخنوش كي يقتنص له بطاقة رغم أنف القوانين الجاري بالعمل؟ أم أننا في حضرة لحظة تهديد ووعيد بأن يحرق المهداوي الأخضر واليابس لأننا لم نقم باللازم ونُودع طلب “البحث عن بطاقة مُتغيبة” ضمن فقرات برنامج “مختفون”!!

وأيا كانت الأسباب والمسببات، فإن حميد المهداوي في صراعه المستميت للحصول على حق مُفترض يشبه كثيرا سلوكيات “المؤثرين” الذين أصبحوا يؤثثون المشهد الفني المغربي، بحيث تُمنح لهم مساحة لا بأس بها ضمن أعمال تلفزيونية وسينمائية كبيرة، حتى اشتد عَضُدهم وصاروا اليوم يدافعون عن تواجد حتمي وعن انتماء مُفترض ضمن أسرة الفن المغربي. بل ويعترضون على كل نقاش من شأنه الإشارة لهم بأصابع الاتهام لأن تواجدهم في الساحة الفنية يُغيب عمالقة الشاشة.

وفي الختام، نعود إلى الفرضية التي انطلقنا منها، علي المرابط الذراع الأيمن للعساكر، قد وجد ما يسد به شراهة حكام الجزائر ويمنحه تفوقا جديدا باعتباره صائد المنشقين المغاربة. هنا، حميد لن يكون إلا راضيا عن ضمير دفع بالتي هي أحسن وتمسك بوطنيته حتى يستصدر “الكرين كارت” أو يبحث عنها خارج الحدود!!

ولنذكر الحلايقي.. حميد يريد البطاقة لكن البطاقة لا تريد حميد ومن على شاكلته!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى