هشام جيراندو.. شتان بين امتهان الابتزاز وامتهان القانون (كاريكاتير)

لماذا يُطعن القضاة وكل من ينتسب إلى مؤسسة القضاء في شرفه المهني؟. السؤال السهل الممتنع، كون الإجابة عليه تقتضي النبش في ما يُعرض على رجال هذه المؤسسة الوطنية الحساسة من ملفات شائكة لا يجدون بُدًّا من إعمال القانون ونصوصه القطعية للبث فيها وتكييفها بما يضمن تحديد الحقوق والواجبات بين الأطراف المتنازعة.
إن مُؤدى دستور القضاة “أقسم بالله أن أطبق روح القانون” في حق كل من زاع عن سواء السبيل ينتهي، في حالات نشاز، بحصد العداوات والتحول إلى لُقَمٍ سائغة في مرمى المنفلتين والنصابين ومن يحيون في تناف مع القوانين بشكل عام. فكم من قاضي تلقى الوعيد تلو الآخر بأن يٌقتل “معنويا” وتصير سمعته محط تشويه وافتراء، وكم من وكلاء عامون أو محامون قد تلقوا من الشتيمة والسِبَابْ ما يندى له الجبين، لأنهم لم يتفاعلوا إيجابا مع حملات التشهير ومراوغات “دخل عندي”!!. وكم من مسؤول بعيد عن الأضواء صار بين عشية وضحاها مادة دسمة تُأَثث واجهة جريدة صفراء “تتحدى” القانون والمنطق وتُمعن في الضرب في مهنية الأفراد وخصوصياتهم العائلية، حتى تُرَسِّخَ في أذهان المواطنين أن الوطن مختطف وأن أبنائه أسرى لهوى تخيلات مريضة يُرَوج لها بسواعد مغربية وإمكانات مادية ولوجستيكية قادمة من ضواحي معبر “جوج بغال”.
نعم يا سادة، إنهم “جوج بغال” العدمي هشام جيراندو ورُعاته العساكر، ممن يخططون أناء الله وأطراف النهار لتدمير المملكة المغربية الشريفة من الداخل بالاعتماد على عناصر تنازلت طواعية عن دفئ الوطن و لازالت تعتبر نفسها مغربية قطعت آلاف الأميال والكيلومترات ليستقر بها المُقَام في موطن الصقيع من حيث تدعي أنها ندرت عمرها لتطهير مسقط رأسها من فساد مفترض ولا تبتغي نظير المسعى لا جزاء ولا شكورا!!!.
وبكثير من الحنق والرغبة الجامحة في “تغراق الشقف” لأن نتيجة “إذا عمت هانت” تبقى مرضية للنفوس الخبيثة، استعار الهارب من العدالة المغربية والقاطن على مقربة من العدالة الكندية هشام جيراندو بلاغة المراحيض لإمطار القاضي نجيم بنسامي بوابل من التهم الواهية والمفخخة، لأن الرجل المتمرس في القانون لسنوات بكل من الدار البيضاء والعيون وبني ملال كوكيل عام سابق للملك لقن لقيط الجنرالات درسا للتاريخ وصفعه بشكاية أمام القضاء الكندي يتهمه فيها بالتحريض على القتل في إطار مشروع إرهابي مشفوعة بالأدلة الدامغة. وبدل مقارعة الحجة بمثيلتها، ركن طريد الوطن إلى أسلوب البلطجية الذائع صيته في الحواري المصرية الشعبية، حيث يستعين بخدماته كل من يريد جلد أحدهم بمقابل مادي تتحدد قيمته بقيمة الضحية المستهدف.
ومن نفس الكأس، حاول “صائد السكوبات” البالية أن يسقي القاضي عبد الرحيم حنين، رئيس قطب تتبع القضايا الجنائية وحماية الفئات الخاصة برئاسة النيابة العامة، وهو يواجهه برعونة لأنه لم يستجيب لمحاولاته الابتزازية المتكررة ولم يُلق بالا لشطحات سماسرته الذين طالتهم يد العدالة المغربية على دفعات. والنتيجة تضييق رقعة الاشتغال والتنقيب عن ضحايا جدد قد يشترون ماء وجههم بالمال ويلجمون لسان جيراندو السليط. ولا يخفى على أحد معاناة المدمن حينما تُوصد في وجهه كافة المنافذ المؤدية إلى المخدرات، قد يشتم أو يضرب أو حتى يقتل لا قدر الله، وجيراندو البئيس لا يختلف حالا عن دوائر المدمنين ممن يفركون رؤوسهم من فرط الحرمان.
وعندما قرر بائع “الخردة” بكندا أن يتصيد ضحاياه من داخل ردهات المحاكم المغربية، فقد تدرج في تقفي آثار الأطر القضائية وتوقف عند المحامي عادل سعيد لمطيري، الممارس بهيأة الدار البيضاء، وأمطره هو الآخر بسيل من الفيديوهات التشهيرية دون سند قانوني، إلى أن اختار رجل القانون رفع شكاية ضده أمام قضاء مونتريال، ليجد الخائن هشام جيراندو نفسه بين سندان تدويل الشكايات ومطرقة المخاطرة بإقامته بكندا، فسارع بإلزام من القضاء الكندي إلى حذف الفيديوهات إياها لأنها قاب قوسين من أن تُوقعه في شراك دفع غرامة مالية مهمة قد يستخلصها من عائدات البيترودولار الجزائري. المهم العساكر يدفعون بسخاء لتدمير المملكة ليجدوا خزائنهم تصب في خزائن المملكة بدعوى التشهير والابتزاز من طرف أحد خدامهم الأوفياء. ومن هنا نفهم كيف يستحمر جيراندو قصر المرادية بدوره.. يا لا سخرية القدر!!
وحتى يُقنعنا بأن لخرجاته وقعا يُذكر وأن لسانه السليط أداته الفعالة لاستقطاب المسؤولين ومحيطهم، لم يخجل المحتال البليد هشام جيراندو من الافتراء على ابن المحامي عادل سعيد لمطيري، بادعاء أنه تواصل معه طالبا إياه العدول عن كل ما تفوه به في حق والده. أولا لا يمكن أن يتواصل ذوي ضحايا الابتزاز مع المبتز لأن في الأمر رضوخ وإذعان لأهوائه، وثانيا من غير المنطقي أن يتحرك الأب الضحية والابن على جبهتين متضادتين: لمطيري الأب يختار تدويل القضية ويطرق باب القضاء الكندي ولمطيري الابن يطرق باب غريم والده هشام جيراندو!!!.
وفي المحصلة، هشام جيراندو ومن مخبئه بكندا يحاول جاهدا أن يرسم لنفسه بورتريه استقصائي فذ يرتعد منه جهابذة القضاء المغربي عبر محاولة “طلب سلة بلا عنب” في التعاطي معه. بينما واقع الحال يؤكد أن العدالة ستدركه أينما حل وارتحل فهي مسألة وقت ليس إلا. وما شطحاته إلا لعب للوقت بدل الضائع!!