هشام جيراندو.. أراد الفضيحة لمؤسسات الوطن فانفضح أمره وانكشف ضعف حُجيته (كاريكاتير)

يهربون من دفئ الوطن ليرتموا في حضن برد كندا القارس، بدعوى البحث عن العدالة الاجتماعية وحياة أفضل. والحقيقة لا ملامة على من يُهاجر بحثا عن غد أفضل، إنما أن يقطع المرء آلاف الأميال ويستقر به المقام حيثما اختار أن يكون، ثم تنتفخ أوداجه كلما طُرح اسم وطنه للنقاش ويعكف على جعله علامة تجارية تُكسبه ود الأعداء وتوسع شبكة علاقاته مع المنشقين أمثاله، أو المطرودين من رحمة الوطن نتيجة أفعالهم، هنا يحق لنا أن نتوجس وأن نقولها ملأ أفواهنا “كنا نخشى أن يأتي يوم وتصبح فيه خيانة الوطن وجهة نظر وها قد أتى ذاك اليوم”.

ووفاء منه لنظرية خيانة الوطن تبقى وجهة نظر، قطع المسمى هشام جيراند وعدا لنا ولرُعَاته الرسميين -وشرارة الغضب تتطاير من عينيه- أن يُحرج المؤسسات الأمنية المغربية وأن لا يدخر جهدا حتى يختبر صلابتها ومدى صمودها في وجه رياح “البرد الكندي الموسمي”، ونتمايل نحن المغاربة، وقتذاك، فرحا وغِبطَة مع ما قد يكشفه لنا من خَبِرَ شتى صُنُوفْ الفساد ونعتمده كمرجعية وطنية في كشف المستور .

إلى هنا، تبدو الثقة في النفس “الأمارة بالسوء” قد فعلت فعلتها في الرجل وخدرت ملكة المنطق لديه، بل وجعلته يعتقد واهما أننا كأفراد ومؤسسات قائمة بذاتها قد تنطلي علينا حيلة “تخراج العينين” أو حتى تبني خطاب “زنقاوي” ينهل من مَعِين البلطجة والوعيد الشعبوي.  

وحتى لا نسلك نفس دربه وندعي أننا فعلا لم يتملكنا الفضول لأن نعرف ما يحضره لنا خادم العساكر من مفاجآت أمنية نختم بها السنة الجارية وبالتالي نُسدل على شخصه شيئا من الاحترام لأن قوله تطابق مع فعله، فقد طرحنا جملة من الأسئلة الاستنكارية من قبيل: معقول أن تكون المؤسسات الأمنية المغربية على أعصابها هاته الأيام؟ هل يصير أن نجعل كندا محط انتباهنا ويقظتنا هذه الفترة لنتبين ما قد يصدر عن أحد الخونة المختبئين فيها؟.

مرت الأيام والتساؤلات تتوارى إلى الخلف مقابل ارتفاع منسوب ارتياب بائع الملابس من أن تنكشف ألاعيبه التي لا تتجاوز زوبعة في فنجان على كل حال. وبخلاف كل التوقعات، لم يجد المعني بالأمر ما يُشفي غليله ويرفع به “التحدي”. فارتأى أن يتوجه بالسؤال إلى مغاربة كندا ممن غادروا وظائفهم بسلك الأمن بالمغرب أو أي إدارات عمومية أخرى، كي يزوده بما قد يتوفرون عليه من ملفات شائكة مع مؤسساتهم السابقة حتى يوظفها كمنفذ جديد لتصفية حساباته مع مؤسسات الوطن بشكل عام، والأجهزة الأمنية بشكل خاص. طبعا، الحربائي هشام جيراندو يحاول إقناع les bras cassés الذين خذلوا أنفسهم ومؤسساتهم أن قلبه عليهم ولا يريد بهم إلا خيرا، بل وأن كل مساعيه “الخبيثة” تتسق مع تعطشهم للانتقام من مرؤوسيهم السابقين.

وتبعا لذلك، نقول لمنسق شبكة المنشقين عن الوطن هشام جيراندو “الله يجعلها محبة دايمة” تَحُفُّكَ بمعية المطرودين من رحمة الوطن، وندعوك لأن تعزز خطاب المظلومية والبكائيات في أذهانهم أكثر فأكثر، لأنه عزائك وعزائهم الوحيد في انتظار سقطة وهمية للوطن ترفع قيمتك في سوق النخاسة العسكري، ولما لا يَعْهَدُونَ لك مستقبلا بمنصب مجند العملاء والخونة.  

Hicham Jerando 6

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى