هشام جيراندو.. فساد “ناعم” يتمدد ببطء ويتخفى وراء افتراءات “لبلاد مشات في الخسران” (كاريكاتير)
يقول السلف الصالح “خلي الكذاب حتى ينسى وسولو”. نعم، صحيح والواقع يُعزز هذا الطرح المؤسف الذي تنخرط فيه مجموعة من الأصوات النشاز المحسوبة -عبثا- على المغرب، التي جربت وتُجرب شتى أنواع الاستراتيجيات لإقناع الرأي العام الوطني والدولي أنها ندرت نفسها لتطهير البلاد من فساد مفترض. بينما فلتات لسانها وتحركاتها الغير مدروسة، معظم الوقت، تشيء بفساد “ناعم” يتمدد ببطء ويسير في اتجاه غرس جذوره في بلاد المهجر حيث يُؤكل الثوم بفم الوطن.
إن المرء يستحي من أن يصف الفساد ﺑ “الناعم” لقبح المصطلح من جهة، وخطورة أي ممارسات تترتب عنه من جهة أخرى، سواء بفعل أفراد أو مؤسسات. ولأن اللغة تستوعب بمفرداتها كل ما يرفضه العقل والمنطق، نجد فيها دائما الإجابات الكافية الشافية لما يقوم به الزائغين عن سواء السبيل.
هشام جيراندو، ومن مخبئه بكندا حيث يُرسل قذائفه نحو الوطن دون أن يتحرى دقة ما يتفوه به، فاجئنا الرجل بغباء مبين وافتقار واضح لمنهجية رصينة في انتقاد البلاد ومؤسساتها، حينما خاض في شؤون اجتماعية تخص المديرية العامة للأمن الوطني دون أن يُلقي نظرة بسيطة على تاريخ وفلسفة مديرها العام في إكرام موظفيه وإيلاء خاصية الدعم والتحفيز المادي أهمية كبيرة منذ سنوات.
وإلى غاية سنة 2024 حتى استفاق المغفل هشام جيراندو وأوعز له مزوديه بالبالي من الملفات بأن يسخر لسانه السليط للنيل من موظفي الأمن الوطني، لأنهم يحصلون نهاية كل عام ومنذ 2016، على منحة استثنائية تشكرهم المؤسسة الأمنية من خلالها على ما بدلوه من مجهودات حثيثة طيلة السنة وتتطلع عبرها لأن يستمروا في الذود عن الوطن بتفان وإخلاص.
الغريب في الأمر، أن بائع الملابس بمونتريال سبق له وأن أطلق صرخة مدوية عبر حساباته الافتراضية يسأل فيها المؤسسة الأمنية أن تنظر “بعين الرحمة” إلى الأوضاع الاجتماعية لموظفيها، غير آبه أو غير مطلع على ما يعرفه الجانب الاجتماعي لأسرة الأمن الوطني من إصلاحات عميقة لاقت استحسان الشغيلة الأمنية.
و بين دفاع عن أسرة الأمن الوطني تارة وتبخيس لعملها طورا، يطفو على السطح طرحين لا ثالث لهما:
إما وأننا نتعامل مع مضطرب نفسي يقول الشيء ونقيضه ويدافع اليوم عن مبدأ لينقضه غدا، أو أننا في حضرة ديك مذبوح يرقص رقصته الأخيرة من شدة انحصار الأفق أمامه واندحار كافة الأطروحات المناوئة للوطن، والتي روج لها لسنوات بإيعاز من العساكر أولياء نعمته المتحكمين الفعليين في تفاصيل كل سيناريو يخرج الخائن جيراندو ليشنف مسامعنا به.
وإننا لنرى الطرح الثاني هو الأقرب إلى الحقيقة، لأن هشام جيراندو المزهو بمصادره “البليدة” قد بدأ يَأْفُلُ نجمه لأن مزوديه ربما أيقنوا أنه ورقة خاسرة لم تستطع استفزاز المغرب أو ثنيه عن الاستمرار في مساره التنموي الواعد تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
وبالمناسبة وحتى لا نغفل هكذا معطى، صاحب La maison Jerando يستجدي الصدقة من رواد المنصات الاجتماعية إن هم أرادوا متابعة محتواه الرديء. ولأن المعني بالأمر ليس بالطماع فقد حدد السعر في 20 درهم على أقل تقدير و “كل واحد باش ما سخاه الله”. والسؤال العريض الذي يفرض نفسه هنا: ماذا يقع في الكواليس بالضبط حتى انقلب الحال وصار “المحقق كونان” شحّاذ ينتظر الإحسان الافتراضي؟؟ هل دولارات الجنرالات لا تُغطي حاجيات الرجل؟ احتمال مستبعد جدا أم أن جيراندو قاب قوسين من أن يدخل دكة الاحتياط ويُستغنى عن خدماته؟!!