أحداث الفنيدق.. احترافية الأمن في التعامل مع محاولات الهجرة غير الشرعية تُحبط الأهداف الخبيثة للجهات المُحرّضة

مخطئ من يحاول تلخيص أحداث الفنيدق وسبتة المحتلة على أنها نتاج لأوضاع اجتماعية وفقدان أمل في المستقبل وانعدام ثقة في العيش الكريم بالمغرب، بل يتبين أن الأمر أكبر وأخطر من أن تكون هجرة غير شرعية بغرض تحسين الأوضاع المعيشية.. فالأمر في الواقع يتعلق بتهديد إجرامي كان الغرض منه صناعة “مأساة تراجيدية” لاستغلالها سياسيا من طرف جهات مشبوهة.

إن الدعوات التحريضية “مجهولة المصدر” التي انتشرت على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري، والتي سبقت محاولات الهجرة الجماعية بأيام، حتى أصبحت هجرة سرية معلنة، تدل من ناحية على أننا أمام تحول خطير في الأساليب الإجرامية لشبكات الاتجار بالبشر، حيث باتت هذه الأخيرة تلجأ إلى الأنظمة المعلوماتية للتجنيد والتحريض على اقتحام الحدود وعلى الدخول في مواجهات مع الأمن باستعمال العنف.

ومن ناحية أخرى يدل ذلك على أن الجهات الواقفة وراء دعوات التحريض بذلك الشكل، لم يكن هدفها الهجرة في حد ذاتها أو تصوير المغرب كجحيم يهرب منه الجميع، بقدر ما كان هدفها الأساسي هو خلق مواجهات مباشرة مع قوات الأمن وصناعة مآساة تراجيدية لتوظيفها سياسيا وحقوقيا من أجل المس بصورة وسمعة المغرب من جهة، ومن جهة أخرى المس بأمن واستقرار البلاد، وهذا هو الفخ الذي -لحسن الحظ- لم يقع فيه الأمن.

وفي هذا السياق، أجمع عدد كبير من المتتبعين للأحداث، أن الأمن تعامل بحرفية كبيرة مع محاولات الهجرة الجماعية، سواء على مستوى تتبع ما يجري في مواقع التواصل الاجتماعي والتنسيق بين مصالح الأمنية أو على مستوى الاستباقية في التدخل الميداني.

كما شددوا على أن المقاربة الأمنية في التعاطي مع تلك الأحداث كانت ناجعة وآمنة، بحيث لم تسجل أي وفيات في صفوف المرشحين للهجرة ولم تتفاقم الأمور إلى ما كانت الجهات الواقفة وراء الأحداث تخطط له، والتي كانت تريد تكرار ما حدث سابقا في مليلية المحتلة، وفق ما ذهب إليه بعض المحللين.

إن احترافية المؤسسة الأمنية، بمختلف تلاوينها، في التصدي لهذه التكتيكات الإجرامية الجديدة، وعدم انجرارها إلى مستنقع المواجهات العنيفة، رغم تعرض العناصر الأمنية للرشق ولاستفزازات خطيرة اتسمت بالعنف، يعكس جليا إلمامها بخطورة الموقف وبحجم المؤامرة وأهدافها الخبيثة، والتي كان العامل الأجنبي حاضرا فيها بقوة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى