فرنسا تنضم رسميا إلى ركب الدول المؤمنة بمغربية الصحراء.. أبعاد الاعتراف الرسمي الصادر عن قصر الإليزيه

في خطوة كانت متوقعة لما يربط المغرب وفرنسا من أواصر التعاون والصداقة على مر عقود من الزمن، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، عبر رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، أن بلاده تدعم مغربية الصحراء وما يتمخض عنها من إجراءات تهم أساسا مخطط الحكم الذاتي كإطار حصري لتسوية هذا النزاع تحت المظلة الأممية.

وبحسب أهل الاختصاص ممن أجروا قراءة في الموقف الفرنسي الرسمي حُيال قضية الوحدة الترابية، يأتي الموقف في ظرفية تتسم بالتفاف مختلف الدول الشقيقة والصديقة حول عدالة قضية المغرب، وذلك بفضل حنكة الدبلوماسية الملكية التي استطاعت إقناع كبريات العواصم العربية والإفريقية والأوروبية وكذا الأمريكية بأن المغرب في صحرائه وأن الصحراء في مغربها.

وباصطفافها إلى جانب المغرب، تكون فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، قد أشرت على انخراطها في إحلال السلام والاستقرار الإقليميين اللذين تحتاج لهما المنطقة المشحونة بفتيل التفرقة والانفصال المدعوم من الجيران. وهو ما يفسر ما جاء في رسالة ماكرون إلى الملك محمد السادس وهو يؤكد أن بلاده “تعتزم التحرك في انسجام مع موقفها الثابت من القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة على المستويين الوطني والدولي”.

وبالعودة إلى الخبراء من أهل الاختصاص، فقد اعتبروا الموقف الرسمي لقصر الإليزيه من قضية الصحراء المغربية الصادر بالتزامن مع تخليد الذكرى ال25 لعيد العرش، إنما يستند على خلفية تاريخية معمقة ومعرفة بالقضية وبرؤية إستراتيجية، ليشكل موقفها عامل “تغيير في قواعد اللعبة” في القضية، بحيث لا يمثل انتصارا على أي أحد، ولا هزيمة لأي أحد. إنه يمثل انتصارا للحقيقة التاريخية والشرعية القانونية.

واعتبارا لأبعاد أخرى، فإن فرنسا وهي تعترف اليوم بالوحدة الترابية للمملكة، فإنها تفتح نسقا جديدا يروم تنمية الأقاليم الجنوبية ومن تم المنطقة المغاربية ككل التي تنتظر زوال شبح الركود المفتعل بسبب النزاعات السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى