هكذا أخرج انقلاب الغابون حسن بناجح من “جحره”

شهد العالم في الآونة الأخيرة أحداثاً عديدة مسّت الجانب الروحي و العقائدي لفئة كبيرة من المسلمين، و هي وقائع حرق القرآن أمام السفارات أو الهيئات الدبلوماسية ببعض الدول الأوروبية.
هذا الحدث، عرف تنديداً واسعاً من طرف الأفراد و المنظمات الإسلامية التي طالبت بوضع حد لمثل هذه التصرفات و معاقبة كل من يتطاول على الدين الإسلامي بصفة خاصة و الديانات الأخرى بصفة عامة.
إلا أن الله سبحانه ابتلانا في المملكة بأُناس لهم زاوية نظر “مقلوبة”، همهم الوحيد السير عكس التيار، و ذلك قصد إظهار أنهم الاستثناء في هذا البلد السعيد.
قناة “ريفيزيون” اليوتوبية أبرز مثال على هذا “النشاز”، ففي الوقت الذي التف فيه المسلمون لنصرة دينهم، ارتأى المشرفون على هذه القناة بث حوار حارق القرآن، سلوان موميكا، في تحدِِ مستفز لمشاعر المسلمين مغاربة كانوا أم أجانب.
ولعل الحديث عن هذه الواقعة يجرنا للتطرق لموقف بعض المنظمات الإسلامية و موقفها مما صنعت “ريفيزيون”، حيث فضل بعضهم الصمت كجماعة العدل و الإحسان و “مهرنطها” الفيسبوكي، حسن بناجح.
بناجح و جماعته الغارقة في الفضائح “الأخلاقية”، لم يسمع لهم صوت إبان الجدال الدائر حول حرق القرآن، مطبقين مبدأ “الأومرتا”، لا عين رأت و لا أذن سمعت.
إلاّ أن “بوق” الجماعة، فُتح لسانه من جديد، و عاد للتدوين من خلال التفاعل مع حدث انقلاب الغابون، مستشهداً بخطابٍ أكل عليه الدهر و شرب لمؤسس الجماعة، عبد السلام ياسين.
فقبل الحديث عن انتقال السلطة في الغابون كان من الأولى، ومن باب المنطق أيضا، الحديث عن مدى احترام جماعة العدل والإحسان للتداول على المشيخة وتوريث الخرافات في مفاصلها. فعلى امتداد أربعين سنة لم نسمع عن شورى الاختبار، ولم نعاين وجوها جديدة في منصب الإرشادية ولا الأمانة العامة من بعدها.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة اليوم : أين كان بناجح و أنصاره طوال هذه المدة؟ و هل التعامل مع قضايا الأمة يتم بانتقائية داخل هذا التنظيم؟.
يبدو أن الإجابة تكمن في رغبة بناجح الهائلة في العودة للأضواء ولو كلفه ذلك التحالف مع “إبليس” و لربما قد يكون هو الشيطان نفسه، لأن الحديث القائل “الساكت عن الحق شيطان أخرس” واضح في هذا الباب.