منصب الناطق الرسمي باسم الدولة العميقة الفرنسية يسيل لعاب “الخبير المغاربي” أبوبكر الجامعي

هكذا هو حال كل من اتخذ من وطنه عدوا يصارعه شرا وعلانية، تقذفه أرض وتتلقفه أخرى. يتوسل هنا وهناك إلى أن يجد مورد رزق قار يضمن له ممارسة المعارضة المزعومة بأريحية. أبو بكر الجامعي واحد من هؤلاء الذين اختاروا الارتماء في حضن ماما فرنسا التواقة إلى كسر شوكة المغرب عبر احتضان المنشقين عنه.

ولعل المدير السابق لكل من “لوجورنال” و”الصحيفة” الأسبوعية أدرى من غيره بما يعينه القول المأثور “تلى به الزمان” حينما كان يصول ويجول ويشتغل تحت إمرته عدد من الأشخاص، هاهي الأدوار انقلبت اليوم وصار المدير مرؤوسا وصارت فرنسا ربة عمله تُشَغِّلُهُ بمنهاج “التيليكوموند”. متى ما أصدرت الأوامر يتوجه صوب إعلامها المأجور ليمطر وطنه المغرب بوابل من الانتقادات والأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان تحت مسمى “الخبير المغاربي” كما اعتادت وسائل الإعلام الفرنسية أن تلقبه هربا من واقع أنها تتعامل مع “خائن الوطن”.

وفي فلسفة حروب الدمى يبقى اللعب بالمسميات وتحوير الحقائق سيد الموقف طمعا في كسر شوكة دول بعينها عن طريق تبني معارضيها المزعومين وفتح قنوات الإعلام العمومي لنفث سمومهم والكل طبعا تحت يافطة “خبير مغاربي”.

وكغيره ممن يعيشون في دول أجنبية بعيدا عن الواقع المغربي، يروج أبو بكر الجامعي لوهم التفوق والدراية التامة بما تُضْمِرُهُ أصغر نملة بالمغرب في نفسها، وهو الأمر الذي منحه اليوم وبفخر واعتزاز لقب “عطاي” الدولة العميقة الفرنسية التي وجدت نفسها بين مطرقة مصالحها الحيوية مع المغرب وسندان ترجيح الملك محمد السادس لكفة إفريقيا، التي دعا لأن يستفيد شعوبها من ثرواتها المختلفة لأنها لم تعد مستعمرة. توجه عاهل البلاد الرامي إلى إعلاء شأن إفريقيا عبر تحريرها من السطوة الفرنسية لن يمر أبدا مرور الكرام. وعليه، يتوجب على رعاة مصالح فرنسا ذات النزعة الاستعمارية المستمرة إلى اليوم، (يتوجب عليهم) تأثيث مشهدهم الإعلامي بحفنة من المحسوبين على أوطانهم لعلهم يفلحون في تعثير عجلة التنمية بها.

ولأن الغَلَبَة لمن يدفع أكثر، فأمثال أبوبكر الجامعي على استعداد للطعن في مصداقية ملف الصحراء المغربية والالتفاف حتى حول حقيقة أن المغرب كان السَبَّاقْ لطرح مقترح إجراء استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي. أكثر من هذا، اختار “الخبير المغاربي” سياسة “عين ميكا” بخصوص رفض البوليساريو والجزائر إجراء إحصاء سكاني، في انتهاك كامل لتوصيات الأمم المتحدة. وهنا يظهر بجلاء أن المعني بالأمر يتحدث بحذر شديد مخافة الوقوع ضحية غضبة فرنسية تهوى به إلى أسفل السافلين من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى