هشام عبود: عقيدة نظام الكابرانات مبنية على تكريس العنف والكراهية والمنطقة المغاربية ليست في منأى عن تبعات ذلك

في خرجة إعلامية جديدة خص بها مجلة “أتالايار” الناطقة بالإسبانية، أوضح الضابط السابق في الجيش الجزائري هشام عبود، أن نظام بلاده تعوزه الشرعية السياسية والإجماع الشعبي، ناهيك عن كون عقيدته الموغلة في العنف والكراهية تتعارض تماما وتطلعات دول المنطقة الساعية إلى العيش في رقعة جغرافية مشتركة يسودها السلم والاستقرار.
وتماشيا مع ذات السياق، أضاف ذات المتحدث، أن النظام الحاكم يسعى جاهدا لبسط سيطرته على الشعب الجزائري عن طريق تعقب واضطهاد الأصوات المعارضة، وما يصاحب ذلك من محاولات تشويه السمعة في الداخل والخارج فيما يشبه سياسة القتل المعنوي. ولا أدل على ذلك، يؤكد عبود، أكثر من الأحكام القضائية الصادرة عن المحاكم الجزائرية في ظرف العشر سنوات الأخيرة في حقه والبالغ مجموعها 77 سنة.
وبمناسبة الحوار نفسه، لفت هشام عبود الانتباه إلى كون إعلام النظام الفاسد غرف الشيء الكثير من أموال دافعي الضرائب على هيئة وصلات إشهارية وهبات مالية، فيما فشل نفس النظام في استمالة الصحافة المستقلة وخطباء المساجد وكذا الجماهير الكروية.
أما ملف الصحراء المغربية الذي ارتهن لأجله العسكر كافة مدخرات الشعب الجزائري، فقد أبان فيه النظام عن ازدواجية فاضحة بشأن الدول المصطفة إلى جانب المغرب. فقد أقام تبون ومن معه الدنيا ولم يقعدوها حينما عبرت إسبانيا صراحة عن دعمها لمغربية الصحراء، فنددوا وسحبوا السفير الجزائري من مدريد بل وجمدوا اتفاق التعاون الاقتصادي. وما أن وصل الأمر عند أعتاب الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم بدورها وبقوة ملف الصحراء المغربية، حتى بلع الكابرانات ألسنتهم، والموقف نفسه انتهجوه مع بعض دول الخليج التي افتتحت تمثيليات دبلوماسية لها بالأقاليم الجنوبية.
ولو بلغ الكابرانات عنان السماء، تبقى تحركاتهم مجرد “تخراج العينين” يستطرد المعارض الجزائري هشام عبود، لأن النظام الحاكم ببلاده لن يستطيع مجافاة إسبانيا مدى الحياة كون جحافل من قادتها يمتلكون العديد من العقارات والمشاريع فوق التراب الإسباني.
وبالعودة إلى واقعة تجميد العلاقات المغربية- الجزائرية من طرف حكام بلاده على خلفية اتهام المغرب بدعم بعض الحركات السياسية الجزائرية على غرار “الماك” و”رشاد”، كشف عبود أن المغرب بعيد كل البعد عن هاتين الحركتين لا سرا ولا علانية، وعلى تبون ومن يدور في فلكه أن يحاسبوا دولا أجنبية مثل سويسرا وفرنسا حيث توجد مقرات رسمية لهاته الحركات بدلا من تحميل المغرب مسؤولية كل كبيرة وصغيرة تعاني منها الجزائر.
وغير بعيد عن هذا السياق، استغرب هشام عبود كيف لعاقل أن يصدق أن الجزائر لا ينقصها إلا الانضمام إلى مجموعة “بريكس” في وقت يعاني الشعب الأمرين لقاء تحصيل كيس حليب أو عبوة زيت نباتية. الحديث عن احتمالية انضمام الجزائر إلى هذه المجموعة إنما هو محض حيلة ينتهجها النظام الجزائري كي يقنع الشعب بأن البلاد تتجه نحو طفرة تنموية بخطى حثيثة.
وفي ختام حواره المفصل، تأسف ذات المتحدث على حال الجزائر والجزائريين في ظل نظام سياسي فاسد وفاقد للشرعية وللإجماع الشعبي. هذا الواقع قد يقود البلاد نحو الهاوية ويرخي بظلاله على كافة دول المنطقة المتطلعة إلى الاستقرار.