بعد إثبات براءته أمام المنتظم الدولي.. أي تعامل قد يخصصه المغرب مستقبلا لفرنسا المتحاملة عليه في ملف بيغاسوس؟؟

من المعلوم أن لجنة التحقيق في برامج التجسس التابعة لبرلمان الإتحاد الأوروبي، نشرت مؤخرا تقريراً مفصلاً يبرئ المغرب من التهم التي وجهت إليه من قبل جهات متحاملة على المملكة.

وكشف رئيس اللجنة البرلماني الهولندي وعضو البرلمان الأوربي، جيرون لينيرز، أنه لم تثبت تهم التجسس الموجهة باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي الصنع. بل لم يتم تقديم أي دليل ضد المغرب رغم استغراق التحقيقات زهاء ال14 شهرا.

وبحسب عدد من المحللين السياسيين، تبقى نتيجة التحقيقات الأوروبية مجرد تحصيل حاصل، كون المغرب انخرط، منذ الوهلة الأولى لانتشار شائعات تفيد احتمالية استخدامه لبرنامج التصنت، (انخرط) في جملة من الإجراءات الرامية إلى دفع التهمة عنه بالحجة والدليل، ولاسيما في شقها المتعلق باستهداف مسؤولين أوروبيين، على غرار الرئيس إيمانويل ماكرون بهذه البرمجية. وهو ما ترجمته اليوم نتائج التحقيق الصادر عن اللجنة الأوروبية، حيث ستعزز لا محالة مكانة المغرب لدى نظرائه الأوروبيين كشريك موثوق وذي مصداقية.

لكن هناك سؤال وجيه يتبادر إلى الذهن بعد هذا الموقف الأوروبي الذي أعاد الأمور إلى نصابها. أي تعامل قد يخصصه المغرب لفرنسا المتحاملة عليه إبان أزمة بيغاسوس؟ وما رأي رئيسها إيمانويل ماكرون الذي أحرق كامل أوراقه مع مواطنيه داخليا وشركائه الاستراتيجيين خارجيا؟ هل يضع المغرب نُصْبَ أعينه براءته من تهمة التجسس على الهواتف في القادم من تعاملاته مع فرنسا. والجواب كان على لسان أهل الاختصاص.

وفي هذا الإطار، يعتقد المحلل السياسي والخبير العسكري محمد شقير، أن المغرب في غنى عن سلك هكذا استراتيجيات قد تصل إلى غاية متابعة السلطات الفرنسية، كون الإجراء لن يزيد الطين إلا بلة، لأن العلاقات الثنائية تعيش أصلا على وَقْعْ التوتر في الآونة الأخيرة. لكن في المقابل، قد يستخدم قرار اللجنة كورقة ضغط على السلطات الفرنسية في القادم من المفاوضات.

ويشار، إلى أنه سبق للمحامي الفرنسي أوليفيه براتيلي، دفاع المغرب في قضية “بيغاسوس”، أن كشف على أنه لا يوجد عنصر تقني يؤكد هذه الاتهامات “الخيالية” الموجهة ضد المغرب بشأن مزاعم استخدام برنامج “بيغاسوس”، مشيرا إلى أنه شدد أمام القضاء الفرنسي على أن المغرب كان ضحية بشكل واضح ولفترة طويلة لمحاولة زعزعة استقرار دولية. وأن المملكة منذ البداية لجأت للدفاع عن نفسها بسلك طريق تقني وعلمي، ليؤكد أنه لم يستعمل قط برنامج بيغاسوس الإسرائيلي وهو ما خلصت إليه الخبرة العلمية والتقنية التي قام بها أربعة خبراء فرنسيين مشهود لهم بالنجاعة والمصداقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى