قصر الإيليزيه يواصل عدائه و إستفزازه للمغرب بحل مجلس الديانة الإسلامية
لم يعد النبيذ الفرنسي ولا حساء الدجاج قادرا على تدفئة الفرنسين، حتى شمس مراكش و صحراء مرزوكة فشلتا في هذه المهمة فلم تعد تغريان الفرنسين كما في السابق خاصة في ظل الغلاء و المظاهرات التي تشهدها شوارع فرنسا،ليصبح برود المفاصل كابوسا يهدد فرنسا، فغير أنه يسبب الشلل، من الممكن أن يأخدك في موعد غرامي مع الموت، و يظهر جليا ان فرنسا تخشى كثيرا الموت خاصة بعدما تاهت وسط الجحيم الأبيض و خارت قواها و أضاعت كيفية الوقوف، ولم يبقى للأرجل حيلة سوى الزحف و الإرتماء في أحضان تبون عله يخفف من صقيع الثلج وبرود الأيام ببضع كميات من الغاز الجزائري.
تأزمت العلاقات المغربية الفرنسية جراء التصعيد الجدي للرباط و قناعتها التامة في ان الدولة العميقة لفرنسا هي المحرك الأساسي للمواقف الأوروبية ضد مصالح المملكة، عبر توظيفها لمؤسسات حقوقية و تشريعية لأجل إبتزاز الدول و الحكومات سيما في المناطق التي تعتبرها مناطق نفوذ خاصة بها في مقدمتها المنطقة المغاربية .
ويبدو ان دوائر صنع القرار الفرنسي باتت توجس خيفة من انفتاح المغرب على قوى دولية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا بعد “البريكست” وإسرائيل” على ضوء تفاقية أبراهام ، هذا غير التقارب المغربي الإسباني ووضوح هذا الأخيرة بشأن قضية الصحراء المغربية، حيث بات ضروريا عليها أن تخرج بموقف واضح، في مقابل تهدئة الاوضاع، كما ان هناك خوفا فرنسيا ملحوظا من تصاعد الدور المغربي في المنطقة، لتجد هذه الأخيرة صعوبة في استيعاب تزايد الدور المغربي في العمق الأفريقي خاصة في مجال الاسثتمار والأمن.
و في ظل عسر الهضم الذي تعاني منه الحكومة الفرنسية إرتأى الرئيس الفرنسي هذه المرة إنهاء عمل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” القائم منذ عشرين سنة، والذي يرأسه المغربي محمد موساوي، قائلا “قررنا إنهاء نشاط عمل المجلس بطريقة واضحة جدا، لا أريد التقليل من شأن ما تم القيام به مع المجلس، لكن الدولة كثيرا ما ناقشت أيضا مع دول أخرى، في إطار شكل من أشكال البقية، ليس فقط دبلوماسيا ولكن أيضا شرعت في قصة كاملة كان من الضروري الخروج منها تدريجيا.”
وشدد ماكرون في كلمته بضرورة محاربة الإسلام السياسي واحترام مبدأ العلمانية من أجل العيش معا في الجمهورية، وضرورة سرعة تنفيذ المقترحات المقدمة”، ودافع عن علمانية الدولة الفرنسية قائلا: “علمانيتنا هي ليست تحريما لأي دين على الإطلاق، بل إمكانية العيش معا في الجمهورية بهذه الحرية في الإيمان وعدم الإيمان، وفي الاحترام المطلق لجميع قوانين الجمهورية. لا أكثر ولا أقل”، مضيفا: “هذا لا يعني أن الجمهورية ستكون فوق أي دين على الإطلاق”.
و يمكن القول أن قرار ماكرون بحل المجلس الذي يترأسه مغربي ليس بمحض الصدفة، بل جاء في سياق ما تشهده العلاقات المغربية الفرنسية من أزمة أقرب إلى الصراع الدبلوماسي، إضافة انه يدخل في سياسة لي الذراع الذي تقوم به إدارة الدولة العميقة مؤخرا و بشكل صريح لتركيع المغرب كما انه يأتي بالتزامن مع التحركات الفرنسية و سيناريوهات البرلمان الاوروبي و قرارته المدينة للمغرب في ملف حقوق الإنسان.
حل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ما هو إلا دلالة على سعي فرنسا في تحييد التواجد المغربي المؤسساتي على أراضيها عبر إعتمادها على أبواقها الإعلامية ، التي تارة تتهم المغرب بتصدير التطرف والتشدد و تارة أخرى المغرب يحاصر فرنسا بواسطة التجسس و الهجرة و المخدرات.
إن طمع فرنسا في إستدامة التزود بالغاز الجزائري و تشابك مصالحها بنظام الكابرانات، جعلها ترجح كفة الجزائر على حساب كفة شريكها التاريخي ضاربة بعرض الحائط إستقلالية المملكة و سيادتها والمصالح المشتركة التي يفترض انها تجمعهما .



