من يريد سوءا بالمغرب وبملكه محمد السادس.. علي لمرابط وتلامذته يجيبون !!!

تحرص مختلف الأنظمة السياسية القائم حكمها على الملكية عبر العالم على إشراك أولياء العهد في الحياة السياسية، وتمكينهم من أدوار طلائعية تندرج بالأساس في صلب تكوينهم وصقل مهاراتهم السياسية منذ النشأة إلى التولية على العرش.
هذا النهج تحكمه ثنائية “الملك-ولي العهد” التي تُعتبر مدخلا رحبا نحو صناعة الملوك بشيء من التأني والتركيز ثم تربيتهم على الاستئناس بجسامة المهام المنوطة بهم حاضرا ومستقبلا. وليتأتى المُراد وتُفرز لنا تربية الملوك قادة نوعيين، يخطو الطفل-الأمير-الشاب أولى خطواته جنبا إلى جنب والده الملك في مختلف الأنشطة السياسية الوطنية والدولية، حيث يختبر حسه القيادي منذ نعومة أظافره، وتتعود مسامعه على الخطاب السياسي الراهن وما قد يتمخض عنه مستقبلا باعتبار التوازنات الجيو-إستراتيجية العالمية قد تتغير.
وحتى لا نُقيم وزنا لمن يربطون “ثنائية الملك-ولي العهد” بما يتمنون أن تصير عليه الأنظمة الملكية من سوء المنقلب لا ما هي عليه في الواقع، لا بأس أن نتوقف قليلا عند طبيعة حياة ومهام أولياء العهد، ممثلين في هذا الإطار بولي العهد الأمير مولاي الحسن ابن الملك محمد السادس.
منذ أن اشتد عَضُده وصار شابا يافعا بصم الأمير مولاي الحسن على حضور لافت ومثار إعجاب الجميع، سواء أكان في نشاط سياسي وطني أو دولي أو حتى تدشين كبريات المشاريع والملتقيات، زاده في ذلك الكاريزما التي يتمتع بها وتشبعه بتربية الملوك كما قلنا آنفا، حيث خُلق أصغر ولي عهد في العالم ليكون أميرا فملكا. وهنا، نستحضر انبهار الصحافة الدولية، ممثلة في جريدة “الموندو” الإسبانية عام 2015، حينما علقت على أنشطة ولي العهد آنذاك بالقول: “إنه من النادر أن نرى طفلا صغيرا يتعامل مع الملوك والرؤساء بهذه السهولة والعفوية”.
ولأن الله إذا كلف أعان، فقد كان من البديهي أن نشهد على استقبال ولي العهد لزعماء وشخصيات دولية أمثال رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ الذي حل ضيفا على المملكة في زيارة قصيرة، تجاذب خلالها سموه أطراف الحديث مع ضيفه الصيني حُيال دعم بكين لأمن واستقرار الرباط وامتنان الرباط بدورها على الدعم الصيني إبان جائحة كوفيد-19، فضلا عن التداول بشأن مبادرة “طريق الحرير” لتعزيز التعاون المشترك. وقبله الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء السعودي، أواخر عام 2023. ما يعني أننا أمام أمير بحس قيادي فذ له من المقومات والميكانيزمات ما يُعينه على مجالسة الكبار ممثلا لقدوته ملك البلاد ومشرفا لشعبه المغربي.
غير أن من يسهرون على تحوير الشأن السياسي الوطني بإيعاز من أعداء الوطن، أمثال علي لمرابط وزكرياء مومني ودنيا فيلالي، لهم رأي آخر يمر أولا عبر بث الخوف في نفوس المغاربة بالتطرق لصحة عاهل البلاد، متناسين أن المؤسسة الملكية منفتحة على الشعب وتطلعه على كل مستجد يخص صحة قائد الوطن. ومن تم تذهب كل تحركات جوقة العدميين أدراج الرياح. ويبقى التساؤل الوجيه، هل يهتم المنشقون عن الوطن بمآل صحة الملك محمد السادس حقا أم أن خرجاتهم لا تعدو أن تكون سوى تسجيل الحضور وإقناع العساكر بأكذوبة “راحنا خدامين”؟؟؟.
المهم لا حاجة لنا بالإجابة طالما أن الحقائق تتبدى واضحة لمن يُعمل حنكته السياسية لا لمن يُشهر ورقة البترو-دولار لهدم عدو بارز ويتمدد دوليا. وبمناسبة الحديث، لا ندري إن اطلع، بل نجزم أنهم قد اطلعوا على ما نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بخصوص حضور الملك محمد السادس حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام بباريس الشهيرة، إلى جانب عدد من الملوك والزعماء الدوليين في السابع من دجنبر المقبل.
الحدث وازن والحضور أكثر وزنا، بحيث سيجتمع صناع القرار الدوليين تحت سقف صرح ديني باريسي تعرض عام 2019 لحريق مهول أتى على مختلف فضاءاته واستغرق ترميمه زُهاء ال5 سنوات. والملك محمد السادس المتواجد حاليا في الديار الفرنسية كغيره من القادة يُمارس أنشطته الدولية بشكل اعتيادي ويَستقبل ويُستقبل ويتلقى الدعوات ويبعث بأخرى، والقافلة ماضية في التقدم وحجر العساكر تتعامل معه المملكة المغربية الشريفة بمنطق “إماطة الأذى عن الطريق”. والسلام على من اتبع الهدى ولم يهتدي!!!



