محمد حاجب في سباق محموم مع رفقائه في درب الخيانة.. “من يعلن خيانته أولا بوجه مكشوف”

منذ أن نشأت الحياة على كوكب الأرض بأمر من الخالق والخيانة ومشتقاتها حاضرة بين بني البشر، كل يترجمها حسب أهوائه ويقع في مستنقعها حسب درجة ولائه للمغريات الزائلة. غير أن الصفة وبقبحها السحيق ظلت دائما طي الإنكار والالتفاف حول المسميات تبريرا لخيانة محققة بدوافع واهية، وجد فيها الإنسان راحة لضميره ومعنى لوجوده ومحياه هربا من عين كارهة أو لسان لائم. لكن، اليوم أصبحت الخيانة مبعث فخر واعتزاز تدفع الكثيرين للتسابق نحو “من يخون وطنه أولا ويعلنها مدوية”.
واحتكاما لسنة الله في خلقه وكونه والمتمثلة في صيرورة الزمان والمكان نحو التطور- إيجابا أو سلبا- حتى الأفعال الشنيعة وجدت طريقها للتطور وصار الإنسان يؤذي أخاه الإنسان استنادا لحديث محكم أو نص قرآني غير قابل للتأويلات الخبيثة والعياذ بالله. ورويدا رويدا، أخذت هذه الممارسات منحى تصاعدي لتبلغ حد الطعن في مؤسسات ودول بعينها بهدف كسر شوكتها أو تركيعها بالاعتماد على معاول هدامة كانت فيما ما مضى ابنة الدار. غير أن سواد سيرتها زج بها في غياهب السجون التي لم تسعفها في عقد مصالحة مع الذات أولا، ومن تم مع الوطن وهو لا ينفك عن رفع شعار “إن الوطن غفور رحيم”.
وكيف السبيل لأن يسمع ذوو الأذان الصماء نداء الوطن وهم في عز لهثهم وراء حياة وهمية جديدة يسطر تفاصيلها العدو. “أنتوما تفصلو وحنا نلبسوا”، انقياد لا مشروط وراء عساكر وطروحات انفصالية نذرت نفسها لكبح فرامل مسلسل النماء داخل المملكة المغربية وأحاطت نفسها في مسعاها بحفنة من جياع حب الوطن، ممن غادروه إلى غير رجعة نحو مستقبل واعد وبراق ينقضي بانقضاء مأموريتهم المقرونة بالزمان والمكان. ولنا في الأمر أمثلة كثيرة وفي كافة بقاع العالم. هل لكم أن تذكروننا بخائن استمر نجمه ساطعا إلى أن انتقلت روحه عند بارئها؟.
هل يوجد في مدينة الخونة نجوم أصلا إن جاز لنا اعتبارهم كذلك؟ نعم بل هو كذلك، نعم هي نجوم خافتة غير أنها تضيئ ظلام قصر المرادية وهو يتنطع ويطلق الوعيد تلو الآخر بأن “خردته العسكرية” جاهزة لتخليصه من الجار المزعج في أي لحظة.
محمد حاجب ذي السيرة العدلية الثقيلة بما لذ وطاب من التهم الإرهابية وجد ضالته في الألمان ودولتهم التي منحته الأرض والمأكل ليطلق قذائفه من هناك صوب المغرب، عودنا على الغياب من حين لآخر، فيما يشبه تكتيك كبار سفاكين الدماء البشرية حينما يخلدون إلى عزلتهم الفكرية لاستنباط كٌنْهْ المخططات الشيطانية، ومن تم يخرجون على هيئة كتائب توزع عناصرها بإحكام ودقة متناهية لتنفيذ ما تيسر من عنف وما جاوره من كوارث في حق الإنسانية جمعاء.
تكتيكات على أرض الواقع كانت تٌرسم خرائطها على بقع رملية فيما ما مضى، إنما قد ولى زمانها ونقلت تفاصيلها على أرض مواقع التواصل الاجتماعي، حيث المعلومة والنوايا تصل على عجل ويتم الرد عليها بذات السرعة كذلك. ومحمد حاجب من منفاه الاختياري ارتأى أن يقذف النيران في حِجْرْ الوطن من جديد، إلا أن حتفه المعنوي قد تأتى على يد نيرانه من حيث لا يدري. فالقاصي والداني والجاهل والمتعلم والساكنين في جوف الأَقْبِيَة حتى، يعلمون يقينا أن جل المعارضين الرقميين المنشقين عن المغرب إنما يخدمون النظام الجزائري بتفان وإخلاص مقابل ارتوائهم من صنابير البترو-دولار الجزائري.
لكن ما الجديد في القصة؟؟ لماذا خرج أمس الاثنين، محمد حاجب وأراد أن يعلمنا بأن جيران “هك” يخطبون وده عبر طرف ثالث كي يستفيدوا من خدماته التهجمية ضد المغرب ومؤسساته الدستورية؟؟ من يحتاج لخدمات من بالضبط؟ هل تحتاج فعلا عصابة العسكر لسليل “بنو إرهاب” كدرع بشري تعاكس به ومن خلاله المغرب؟ أم أن محمد حاجب يلوي ذراع عبد المجيد تبون ومن يدور في فلكه كي يرفعوا رقم المعاملات المالية المبرمة بين الطرفين؟.
ومن هنا إلى أن يستجيب النظام الجزائري لتكتيك الإرهابي محمد حاجب، لنا مطلب أساس، نرجوه أن يشمل “الطرف الثالث” بكرمه وهو يقبض فتات العسكر.