بعد هروبه من العدالة الكندية.. هشام جيراندو يطالب علانية بمساومته مقابل التوقف عن نشاطه الإجرامي (فيديو)

لم يكن هشام جيراندو يوما سوى نموذج فجٍّ لاستغلال قضايا “محاربة الفساد” كغطاء لممارسة الابتزاز والضغط مقابل تحقيق مكاسب شخصية. لكن هذه المرة، لم يكلف نفسه عناء التخفي أو التمويه، بل خرج في فيديو حديث ليعلنها صراحة: “إذا ماكانتش شي حاجة فوق الطبلة ماغاديش نبدل الخط التحريري”، وهو اعتراف مباشر بأن كل “نضالاته الإعلامية” المزعومة لم تكن سوى عملية ابتزاز واضحة.
لم يعد هناك مجال للشك في أن هشام جيراندو، الذي فرّ من العدالة الكندية -بسبب تورطه في عدة قضايا من ضمنها قضية جنائية تتعلق بالتهديد بالقتل- قد دخل مرحلة الابتزاز العلني للدولة. لم يعد يتحدث عن حرية التعبير، ولم يعد يدّعي كشف الفساد، بل بات يعرض نفسه للبيع بشكل فج: ادفعوا لي وإلا سأستمر في “نشاطي التحريري”، الذي لم يكن في يوم من الأيام سوى سلسلة من حملات التشهير والابتزاز.
هذا التصريح يكشف النقاب عن الوجه الحقيقي لجيراندو، ذلك الذي طالما حاول أن يخفيه خلف شعارات براقة. فحين يكون الشخص مستعدا لتغيير قناعاته وخطه التحريري مقابل “شي حاجة فوق الطبلة”، فهذا يعني أنه لم يكن يوما صادقا في ادعاءاته، بل كان يمارس الابتزاز بوعي كامل.
الخطير في الأمر ليس فقط ما قاله جيراندو، ولكن في الصمت الذي يحيط به. فمن المفترض أن يكون هناك “نشطاء” وصحفيون وحقوقيون يسارعون للتنديد بهذا السلوك، لكن العكس هو ما يحدث: دعم وصمت مريب من قبل بعض الأطراف التي ترى فيه مجرد أداة لخدمة أجنداتها. هؤلاء الذين يدّعون الدفاع عن حرية التعبير لا يجدون حرجا في دعم شخص يعترف بممارسته الابتزاز جهارًا نهارًا.
وفي المقابل، هناك ضحايا كثر لجرائم جيراندو، من أشخاص استُهدفوا بحملاته التشهيرية إلى مؤسسات وشخصيات عامة تعرضت لهجومه الممنهج. واليوم، بعد أن باتت أوراقه مكشوفة، يصبح من الضروري تسليط الضوء على كل من ساهم في الترويج له وتغطية جرائمه.
جيراندو، الذي بدأ مشواره الإجرامي باستهداف المؤسسة الملكية، لينتقل بعدها إلى استهداف مواطنين مغاربة وشخصيات عامة لم يكن سوى أداة يحركها الطمع والمصلحة الشخصية. وحين واجه الملاحقة القانونية ووجد نفسه محاصرا، بدأ في إعادة التسويق لنفسه كضحية، محاولا استعطاف الرأي العام بادعاءاته حول “المضايقات” و”الاستهداف”. لكن هذا الفيديو الأخير يقضي نهائيا على أي هامش من المناورة لديه، فهو لم يعد مجرد متهم، بل اعترف بنفسه بأنه يبتز الدولة.
الخلاصة أن جيراندو، الذي طالما قدّم نفسه كصحفي مناضل، كشف أخيرا عن حقيقته كمتسول سياسي يساوم من أجل مصالحه الشخصية، لاسيما بعد فراره بداية شهر مارس الجاري من كندا إلى دولة آسيوية هاربا من المثول أمام القضاء الكندي في القضايا المتابع فيها، ليؤكد أنه في مأزق حقيقي وأنه مذنب بلغة القانون.