دقائق في الجحيم.. كوميدي مغربي يلقن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبرلمان الأوروبي درسا للتاريخ (فيديو)

في أحدث حلقات برنامجه “البسيكوميديا” المبثوث على قناته على منصة اليوتوب، توقف الفكاهي المغربي مراد العشابي عند المواقف المعادية التي ما فتئ يعبر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمعية بعض نواب البرلمان الأوروبي الموالين له، والذين يتزايدون على المغرب من بوابة حقوق الإنسان وحرية التعبير، على اعتبار فرنسا حارسة معبد الحقوق والحريات المنتهكة في مختلف شوارعها وأصحاب السترات الصفراء خير شهود.
وغني عن البيان، يؤكد العشابي، أن لفحات البرد القارس وندرة الغاز كانتا أكبر من أن تجعل ماكرون المتحامل على المغرب من داخل قبة البرلمان الأوروبي قادر على لَجْمْ لسانه أو حتى تَفَادي التداول في الشؤون الداخلية للمغرب دون وجه حق.
وكما وصفه ب “البرد-لمان الأوروبي” يستطرد ذات المتحدث، توصيات الهيئة الأوروبية المذكورة بشأن مسلسل حقوق الإنسان بالمغرب إنما له خلفيات سياسية واضحة يعززها التقارب الفرنسي-الجزائري الذي تدور رحاه حول الغاز، الغائب الحاضر هاته الأيام بالقارة الأوروبية عامة وفرنسا خاصة. وبالتالي، لم يجد “الماكر” ماكرون من حرج في التدخل السافر في سيادة وقضاء شريك اقتصادي وحيوي تعول عليه فرنسا منذ الأزل.
لقد أثبت حتى بعض النواب الأوروبيون، يتابع العشابي بنبرة ساخرة، ممن يُلْزمُونَ أنفسهم الحياد والموضوعية في التعاطي مع شؤون دول ذات سيادة، أنه لا حق لأحد في أن يتزايد على المغرب باعتباره الوحيد المخول له البث في الملفات المعروضة على قضائه المستقل، بما فيها قضية الصحافي عمر الراضي، والبرلمان الأوروبي ما يحاول فعله اليوم إنما يندرج ضمن سياسة تمريغ الأرجل في العدالة المغربية، على حد تعبير أحد النواب الأوروبيين.
وتِبْيَانًا لازدواجية المواقف، استغرب ذات المتحدث كيف يصوت أعضاء البرلمان الأوروبي بدم بارد على بيانات الأسلحة والتسلح وكلنا نعرف مآلات استعمالها ضد البشرية، وما تخلفه من مهاجرين ومُهَجَّرِينْ، فضلا عن صمت البرلمان الأوروبي عن ماضي دوله الاستعماري الهمجي في مختلف مستعمراتهم.
وما زاد الطينة بلة، يخلص الكوميدي المغربي، انفجرت فضيحة رشاوى كبرى داخل ردهات البرلمان الأوروبي، مانح الدروس والعبر الحقوقية لمستعمراته السابقة بإفريقيا. لم يعد يخفى على أحد توقيف نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي إيفا كايلي احتياطيا وثلاثة أشخاص آخرين، على ذمة قضية فساد.
وبالعودة إلى مسألة حرية التعبير، يشير العشابي، لا بأس في تذكير إيمانويل ماكرون المتزايد على المغرب، أن فرنسا تحتل المرتبة 34 بحسب قائمة مراسلون بلا حدود بعد غانا والأوروغواي، ما يبين بجلاء أنه من العار على دولة في عهد رئيسها الحالي تضطهد مواطنيها خلال المظاهرات برفع منسوب العنف الأمني اتجاههم من قبل من يوصفون بحراس الديمقراطية واليوم يقدمون دروسا في حقوق الإنسان، في ظل صمت مطبق ينتهجه ذات البرلمان في التعاطي مع هده الخروقات الجسيمة.