زكرياء مومني.. نهاية حكاية نصاب أراد الظفر بالحُظْوَة والمكانة الاجتماعية عبر ابتزاز المغرب

لا أحد ينكر أن عنصر التشويق كان حاضرا بقوة خلال الإعلان الترويجي للحلقة “النارية” التي استضافت فيها دنيا فيلالي الملاكم الهلامي زكرياء مومني على قناتها باليوتيوب. على قدر التشويق كانت الأماني والأمل كبيرا في أن يتحلى هذا الملاكم الحِْربَائِي بقليل من الشجاعة ويتحدث عن واقعة قبوله تسلم مبلغ 10000 يورو، بعدما كان سقف طموحاته عاليا وحدده في 5 ملايين يورو للكف عن ابتزاز الدولة المغربية.

الكل كان ينتظر أن يكشف لنا بطل العالم المزعوم عن سبب انحناءته المخجلة عندما هَمَّ بتوقيع وثيقة تسلمه للمبلغ المذكور. اعتقدنا أن الهارب من العدالة الفرنسية قد عَدَلَ عن غَيِّهِ وقرر أن لا يحتقر ذكاء المغاربة حينما شاهدوه وهو يُمْضِي الوثيقة، ثم خرج اليوم بكل صَفَاقَةْ وجه يقول لنا أن المبلغ كان عبارة عن هدية من وزير الداخلية آنذاك. منذ متى أصبح تقديم الهدايا مشروطا بتوقيع وثائق تفيد ذلك؟؟ هل يريد مومني أن يقنع المغاربة بأن يُلْزِمُوا أصدقائهم وأحبتهم من اليوم فصاعدا أن يوقعوا لهم عقودا توثق للحظات تسلمهم للهدايا؟؟ ألهذه الدرجة لم يعد في جعبة الملاكم من درجة نصاب ما يدلي به لتمويه الرأي العام الوطني والدولي؟؟ ثم لماذا استكان مومني إلى أسلوب المهادنة وهو يتغزل بالمغرب؟؟.

الجواب بسيط، المعني بالأمر حاول إقناعنا بأن الارتماء في حضن المعارضة لم يتأتى له إلا بعد أن استنفد كل المحاولات الممكنة لنيل حقوقه “المهضومة” وأنه كان دائم الافتخار ببلاده. لكن نواياه خلاف ذلك تماما، مومني اعتقد ساذجا أن المغرب سهل المنال “ادخلوها بصباطكم” متى أردتهم وكيفما أردتم. المال والامتيازات مقابل حب الوطن.

مومني الدائم التوتر والانفعال، تطايرت شرارة الغضب من عينيه خلال الحوار، لأنه لم يتوقع أن تنكشف خيوط واقعة ابتزازه للمغرب عبر طلب ملايين الأوروهات دون وجه حق، وعوض أن يدخل في صلب الموضوع كأي صاحب حق لا يدخر جهدا في الدفاع عن حقه، فضل مومني تكتيك الاجترار وتشنيف مسامع المشاهدين بقصة فبركها بعناية فائقة رفقة زوجته السابقة طالين ساركيسيون، التي تخلصت منه بمجرد اقتناعها بأن طليقها كان ورقة خاسرة منذ البداية لن تسعفها في مواجهة العدالة المغربية.

طيلة أطوار الحوار، حرص مومني على تفادي الخوض في واقعة 10000 يورو التي تسلمها وسُحْنَةُ طليقته شاهدة على مدى السرور والانشراح الذي انتابهما في تلك اللحظة، لأن مومني “المتغابي” حاول الظهور بمظهر الرجل الذي لا يرفض الهدية، وأن المبلغ الذي تسلمه من المسؤول المغربي لا يعد أن يكون سوى “بقشيش” لتدبير أموره الشخصية إلى حين تسلمه الغنيمة الأكبر وهي الخمسة ملايين يورو.

وبهذا، يكون مومني قد بصم على نهاية خرافة اسمها زكرياء مومني بطل من ورق، خرج خاوي الوفاض من صفقة ابتزاز خاضها ضد الدولة المغربية بكثير من الغباء واعتقد أنها الطريق المختصر لنيل الحُظْوَة وسِعَةُ العيش دون أن يرهق ساعديه. لكن وإحقاقا للحق، فقد نال مومني شرف المحاولة واستحق بذلك لقب المبتز الصبور عن جدارة واستحقاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى