كاريكاتير | فرنسا تحترق بنيران الشاب نائل وماكرون يقود البلاد نحو الهاوية

الشرطة تقتل !!
هكذا يصرخ الفرنسيون هذه الأيام في الشوارع ضد الشرطة التي قتلت شابا قاصرا بالرصاص بدم بارد.
تعيش فرنسا على صفيح ساخن بعد واقعة اغتيال شاب قاصر بالرصاص من طرف الشرطة الفرنسية.
صدمة جديدة أشعلت موجة غضب واسعة في فرنسا بعدما ظهر ضابط شرطة وهو يطلق النار على سائق سيارة قاصر من مسافة قريبة أثناء تفتيش مروري في ضواحي باريس.
ولازالت موجة الاحتجاجات تتصاعد يوما بعد يوم في فرنسا ضد مقتل نائل، لاسيما في منطقة نانتير حيث منشأ المراهق ذو السابعة عشرة سنة، جعلت المتظاهرين يصرخون بوجه السلطات الفرنسية ويسلطون الضوء على تردي وضعية حقوق الإنسان والحريات بالجمهورية، إذ من المعروف أن الشرطة تمارس العنف والتمييز مع الأجانب أو على أساس درجات لون البشرة.
ويعتبر المحتجون كذلك أن فرنسا دولة حقوق ذوي البشرة الفاتحة والأغنياء ورجال الأعمال فقط. كما أثارت واقعة قتل نائل زوبعة من الانتقادات وردود الفعل الدولية أعادت تسليط الضوء على المشكلات العميقة المتعلقة بالعنصرية في تعامل السلطات الفرنسية مع المهاجرين واستخدام الشرطة لـلعنف والتمييز في إنفاذ القانون.
وفي هذا السياق، عنونت صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية في مقال لها بتاريخ 30 يونيو 2023: “فرنسا قد تنفجر قريبا وماكرون لا يلوم إلا نفسه”، أكدت فيه أن “فرنسا تواجه صيفا من الاضطرابات التي أشعلتها أعمال عنف الشرطة، وانتشرت في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى انقسام دولة تشهد استقطابا متزايدا، ويضع الرئيس ماكرون أمام احتمال خسارة رهان المائة يوم”.
فيما انتقدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بشدة عنف الشرطة الفرنسية الذي يؤجج الغضب في الضواحي وكتبت الصحيفة الأمريكية أن “مقتل شاب في السابعة عشر من العمر، على يد ضابط شرطة في الضاحية الباريسية، ساهم في تأجيج الغضب الذي يسود منذ وقت طويل في الضواحي، حيث تتسم العلاقات بين الشرطة والمواطنين بانعدام الثقة”.
ومن جهتها عنونت صحيفة “إلباييس” الإسبانية في مقال بتاريخ 1 يوليوز 2032: “فرنسا على حافة الهاوية الاجتماعية”.
وقالت الصحيفة الإسبانية : “إن مقتل الشاب نائل على يد الشرطة ومناخ التمرد الذي ينتشر في ضواحي جميع المدن الفرنسية الكبرى تقريبا، يؤكد مرة أخرى خطورة الوضع الاجتماعي والهوياتي في فرنسا، معتبرة أن “البلاد على حافة الهاوية الاجتماعية”.
أما الأمم المتحدة، فقد وجهت بلاغا شديدة اللهجة إلى فرنسا، دعتها إلى معالجة العنصرية المتجذرة في صفوف قوات الأمن، حيث دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يوم الجمعة 30 يونيو بجنيف الدولة الفرنسية إلى معالجة مشكلة العنصرية في صفوف قوات الأمن.
وقالت رافينا شمداساني الناطقة باسم المفوضية: “نشعر بالقلق حيال مقتل شخص يبلغ من العمر 17 عاما ومتحدر من شمال إفريقيا على أيدي الشرطة في فرنسا الثلاثاء”.
وأضافت الناطقة: “نأخذ علما بأنه بوشر التحقيق في عملية قتل متعمدة مفترضة. حان الوقت ليعالج هذا البلد بجدية مشكلات العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن”.