ترك مكانه شاغرا في المحاكم واستنجد بدنيا فيلالي.. محمد زيان الوافد الجديد على عالم المعارضة الرقمية

“الله يجعل أولنا أحسن من آخرنا”، من رجل قانون وسياسي محنك انقطعت به السبل إلى مهرج يستنجد بشرذمة من الخارجين عن القانون والمتوارين عن الأنظار خلف منصة اليوتيوب، للاحتماء بهم وتوكيلهم عنه لتلميع صورته الملطخة بفضائح الفساد والتعرض لمؤسسات الدولة في سمعتها والتبخيس من عملها.

من كان يعتقد أن يجور الزمان على رجل عاش يصول ويجول في كنف أبيه الروحي إدريس البصري، أو من كان حتى لتخطر بباله أن من تصدى للحقوقيين وزج بهم في السجن ذات زمن ونوبير الأموي خير مثال، أن ينهي مساره الحقوقي والسياسي بملف قضائي ثقيل جمع في طياته 11 تهمة تنوعت بين الفساد والمشاركة في الخيانة الزوجية والتحرش الجنسي ثم تهريب أشخاص خارج التراب الوطني وهلم جرا من التهم التي يندى لها الجبين.

عندما سئل عن ارتساماته حول عقوبة الثلاث سنوات حسبا نافذة الصادرة في حقه بسبب التحرش الجنسي الذي طال موكلته السيدة نجلاء الفيصل، تذكر كهل المتصابين محمد زيان أنه أطفئ منذ ستة أيام شمعته الثمانين والله وحده يعلم هل في العمر بقية حتى يقضي الثلاث سنوات مسجونا. عجبا لأمره لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار عامل السن وما يقتضيه من وقار وورع حينما كان ينعم في كنف الرذيلة مع موكلاته. لم يتذكر حتى أن الله حق ووجب الاستعاضة به عن كل معصية وقت كان يجول في فنادق طنجة مع الجميلات منهن من قضى بها مآربه وتحرش من خلالها بمؤسسات الدولة.

ولأن الرجل في مرحلة عمرية حرجة لا تأخذ مواقف صاحبها على محمل الجد، تعاملت الهاربة من العدالة المغربية دنيا فيلالي مع محمد زيان بشيء من المكر وأعدت له حلقة على المقاس تعلي فيها صوته مقابل إقبار صوت العدالة التي كان حتى عهد قريب يمثلها للآسف. حوار ملغوم وأسئلة مطبوخة بنفس ذاتي لا مجال فيها لأن نتحدث عن صحافية كما تدعي “دمية زوجها” تحاور ضيفا وتفسح له المجال لأن يتحدث بموضوعية. فهواة المعارضة الرقمية ينتعشون اقتصاديا من عائدات الخوض في قضايا شائكة تورط فيها من كانوا يحسبون أنفسهم من رجالات الدولة في زمن ولى.

دنيا فيلالي التي وجدت ضالتها في تعليق فشلها على شماعة البوليس السياسي، تقفز بين الفينة والأخرى على مجريات النقاش مع نقيب المهرجين لتذكر المشاهد بسذاجة مبالغ فيها أنها ضاقت من نفس الكأس الذي ارتشف منه محمد زيان وأنها على دراية كبيرة بما يجري في المغرب، وكأنها تقول له “هون عليك يا مناضل، فأنا أيضا مضطهدة تبا لهم”.

مجمل فقرات الحوار الغير مهني بالمرة لم يتطرق لتفاصيل واقعة التحرش الجنسي بالسيدة نجلاء الفيصل وحكم على إثرها بثلاث سنوات حبسا نافذة، لأن زيان يدرك في قرارة نفسه أن النقاش المستفيض في هذا الباب سيفضح لا محالة ضعف موقفه وتورطه في إغواء الضحية. فاستعاض عن ذلك باجترار سيمفونية البوليس السياسي بمباركة من مضيفته دنيا فيلالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى