بين الجزائر والنيجر.. منطقة السمكة بالنيجر سجن مفتوح شاهد على وحشية النظام الجزائري في طرد المهاجرين الأفارقة نحو النيجر

من جريمة بشعة إلى أخرى، من ورطة إنسانية إلى أخرى. ينخرط النظام الجزائري في حملة تمشيط لا إنسانية تستهدف بالأساس طرد المهاجرين الأفارقة نحو النيجر.
وبحسب مقال نشرته صحيفة “أفريك كسي” حول الواقع المعاش بمنطقة السمكة بدولة النيجر، فإن الملايين من المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء لا زالوا عالقين بالنيجر، نتيجة طردهم بشكل تعسفي من طرف عصابة الكابرانات.
وعن القرار المجحف واللا-إنساني، تستطرد ذات المصادر، فإن النظام الجزائري يباغت الضحايا على حين غرة، في وقت يستقر العديد منهم منذ شهور فيما آخرون منذ سنوات داخل دولة الجزائر، حيث أسسوا حياة مستقرة هناك وكونوا عائلات. بل الأفظع من ذلك، منهم من طردته عناصر الشرطة من داخل مقر عمله أو منزله، فيما آخرون تمت مباغتهم أثناء تناولهم لوجبة الغداء بالمطاعم.
وبعد تكديس الضحايا بمراكز الاحتجاز، تتم تعبئتهم في الحافلات لنقلهم إلى منطقة تمنغاست التي تبعد ﺑ 1900 كيلومتر عن الجزائر العاصمة، حيث يحتجزون لأيام أو أسابيع، ومن هناك يتم طردهم صوب منطقة السمكة بدولة النيجر وهي منطقة قِفَار معزولة تماما. هناك تيتركم المهاجرين ليواجهوا مصيرا مجهولا، إما أن يتدبروا أمرهم لدخول أقرب منطقة مأهولة بالسكان داخل التراب النيجيري أو يهلكوا في تلك الصحراء القاحلة، صمنهم أطفال ونساء ورجال.
طغيان النظام الجزائري لم يقف عند هذا الحد، فذاكرة الأفارقة المطرودين، تحتفظ بمشاهد صادمة أقدمت خلالها عناصر الشرطة الجزائرية على تجريد الضحايا من أموالهم و هواتفهم النقالة التي تعتبر وسيلة لا غنى عنها للتواصل مع ذويهم.