وزير الري الجزائري طه دربال يتهم المغرب بسرقة المياه وينسحب من جلسة افتتاح المنتدى العالمي للماء

يقول المثلي المغربي “ما عرفت واش نضحك ولا نبكي”، وهو مثل يستعمل في حالة الغرابة من شيء معين، وهذا ما يحدث ما ساسة الجارة الشرقية. فمرة نجد الرئيس بنفسه يقول “بلد يقع هوكا”، ومرة نسمع: “المروك سرق تراثنا”، وآخر ما جادت قريحة ساسة بلد أكثر من خمس ملايين شهيد، هو اتهام المملكة المغربية بسرقة المياه على مستوى الحدود الغربية للجزائر.

وقد صرح وزير الري الجزائري، طه دربال للصحافة على هامش مشاركته في أشغال المنتدى العالمي الـ 10 للماء الجاري بمدينة بالي الأندونيسية أن إحدى دول الجوار وبتصرفاتها غير المسؤولة قد أخلت بالتوازن البيئي، مما أضر بشكل كبير بالثروة الحيوانية والنباتية عبر الحدود الغربية للبلاد، داعيا إلى مواجهة قوية لهذا الشكل من الممارسات.

الوزير صرح بما يلي “لاحظنا ممارسات لدولة من الجوار، حيث أضرت بالتوازن البيئي الذي أضر بالحيوان والنباتات، وأضر بالانسان. هناك تجفيف مقصود وممنهج لبعض السدود ولبعض المناطق”. وأضاف دربال: “أكيد أن الجزائر اتخذت كثير من الاجراءات، لكن وددنا أن نرفع هذا الانشغال وهذه الممارسات للعالم حتى يستمع، وحتى نضع خطة محكمة من أجل الحد من استفحال هذه الظاهرة ومواجهتها”، يختم الوزير طه.

بعيدا عن ما قاله حول مواجهة نقص المياه داخل الأراضي الجزائرية، فهذا الاتهام يجعلنا نفقد كلمات التعبير عن هذا التصريح “الأخرق”، وكيف لإنسان عاقل وفي منصب المسؤولية أن يصرح أمام الصحافة بهذا التحليل اللامعقول وهذه الاتهامات غير المسؤولة.

إن كان وزير الري استطاع أن يتهم المغرب بسرقة المياه، فماذا ترك للمواطن الجزائري البسيط، المنشغل مع طوابير الماء والزيت والحليب والدقيق أن يقول ؟

فإتهام المغرب بكل المشاكل التي تقع في الجزائر، كالحرائق والجراد والفيضانات وغيرها ليس عبثيا، بل هي سياسية ممنهجة من  أعلى سلطات الجارة الشرقية، سواء التي على رأس الجيش (الحاكم الفعلي للجزائر) أو ممن يسكن قصر المرادية (دمية الحكم) تستهدف تصريف الأزمات الداخلية عن طريق خلق عدو وهمي يمكن أن تلصق به كل فشل النظام الجزائري.

خلال نفس الندوة، قال دربال “أن الجزائر ستعمل على تحلية مياه البحر كما جاء في توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون”. طبعا، تحلية مليار و300 ألف متر مكعب من المياه يوميا يبقى أحسن حل لسد النقص في المياه في الجزائر، بل أيضا فرصة كبيرة لتجفيف مياه البحر الأبيض المتوسط.

عقدة المغرب ومسلسل الانسحابات لا يخص فقد المنتخبات والفرق الجزائرية، بل حتى الوزراء ينسحبون من الملتقيات الدولية في حضرة المغرب الشريف.

وقد نقل موقع “الخبر” الجزائري أن وزير الري طه دربال، انسحب من جلسة افتتاح المنتدى العالمي للماء، دقائق قبل إلقاء كلمة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربي.  وأضافت “الخبر”، إن القرار جاء بعد الإعلان عن منح جائزة الحسن الثاني العالمية للماء في نسختها الثامنة من طرف رئيس الحكومة المغربي، قبل أن يعود الوزير دربال إلى القاعة مباشرة بعد انتهائها.

للإشارة، سلم رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، رفقة وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الاثنين 20 ماي الجاري ببالي (أندونيسيا)، النسخة الثامنة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

في الأخير، لا يمكن إلا أن نختم بعبارة “مع الجزائر موش حتقدر تغمض عينيك” من الضحك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى