الاسم : دنيا فيلالي، المهنة : محامية أبطال الابتزاز
قبل عدة سنوات تميز المعارضون، وعلى قلتهم المعارضات، للنظام في هذا البلد أو المدافعين عن حرية التعبير بوزن وقامة شامخة عنوانها الرزانة والعفة، بل وكثير من المعرفة. كانوا إذا دافعوا عن الفكرة أقنعوا بعقلانية مع إعطاء الدليل. فكان لهم ميثاق شرف، ما باعوا ضمائرهم وما ابتزوا النظام القائم، وما تركوا بلدهم. كانت معركتهم للإصلاح من الداخل ولأجل الداخل، أما اليوم فصرنا في زمان الرويبضة.
في زمن “اليوتوب”، تحول بعضهم، بقدرة قادر، إلى أبواق تتكلم باسم الشعب المغربي وكأن الشعب انتخبهم للدفاع عنه، وظن البعض أن الإقامة خارج أرض الوطن كحال دنيا فيلالي، والتحول من بائعة الدمى الجنسية إلى صحافية لا يشق لها غبار، تدافع عن حق من لا حق له، سيجعل منها معارضة بقوة الشيء، أو ربما بالتقادم.
دنيا فيلالي فتحت ذراعيها هذه المرة، ليس للدفاع عن المغاربة بالوكالة، بل فتحت قناتها “للمحاماة” من أجل الدفاع عن المبتزين للنظام والمطالبين بالريع دون وجه حق.
بعد أن عرضت دفاعها المجاني للمحامي زيان، المتابع في عدة قضايا بين التحرش والابتزاز، ها هي تقدم مفاجئة لمتتبعيها فيها تقول أنها ستستضيف زكريا المومني، البطل الخارق في النصب والاحتيال من أجل تبرئته، بعد أن اكتشفت تلاعباته رفقة زوجته السابقة الفرنسية طالين من أجل ابتزاز الدولة والحصول على مبلغ 5 ملايين أورو.
فموقع “العمق” فجر هذه الفضيحة المدوية لمن ادعى لسنوات أنه تعرض للتعذيب، وظهرت أنها ليست إلا قصة مفبركة ومحبوكة من طرف طالين سركيسيان، التي استفادت من خبرتها في العمل لمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، والدليل حصولها على رسالة ماجستير (2017/2018) تحت عنوان “فبركة وجه الضحية في بلاغات المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان”.
وقدم الموقع الإلكتروني عدة حلاقات فيديو يكشف فيها تفاصيل إدعاءات المومني، مصحوبة بالدليل وشهادات حية لمن عاشروه في نادي الملاكمة بالرباط، وآخر الفضائح كانت حلقة عن ابتزاز المومني وزوجته السابقة للدولة من أجل الحصول على مبلغ 5 مليون أورو بغية إنشاء نادي رياضي بباريس، بالإضافة إلى حصوله على مبلغ 10000 أورو، وكيف كان يناقش مع زوجته طريقة إخراج المبلغ دون أي مشاكل مع إدارة الجمارك. فهذه الحقائق تفند بالدليل كثير من إدعاءات المومني عبر شبكات التواصل أو مما جاء في كتابه “الرجل الذي أراد الحديث مع الملك”.
هناك عدة أسئلة وجب طرحها، فماذا سيقول المومني للدفاع عن نفسه بعد كل ما شاهدناه من أذلة حول تورطه في قضية ابتزاز الدولة ؟ هل في جعبته ما يضيف ؟ ربما سيحاول القول أن الفيديوهات، التي شاهدناها هي مفبركة وأنه ليس هو، وأنه لم يلتقي يوما بمسؤوليين مغاربة ولم يتلقى أي مبالغ ؟
لم يبقى للمومني غير محاولة حجب الشمس بغربال، فمن وجهة نظرنا المتواضعة كان يتوجب عليه أن يستحي ويحفظ ما تبقى له من ماء وجه، هذا إن كان يملك ماء وجه أصلا.



