بتعليمات ملكية سامية.. المغرب يمد جسر إنساني جديد لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين (صور/فيديو)

مرة أخرى يتحقق الوعد على أرض الواقع وينزل المغرب بثقله الإنساني على أرض فلسطين، لإسعاف الأشقاء هناك من ويلات المرض والجوع وتداعي البنيان. إنها المملكة المغربية حينما تتحرك، زادها في اتخاذ مواقفها النبيلة، العمل في صمت ومد يد العون خارج وداخل بؤر التوتر، ثم العودة برأس مرفوع وبرصيد قيمي يتحاكى في تفاصيله الأصدقاء ويعدد نواقصه -إن وجدت- الأعداء.

اليوم، وبقرار من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ينطلق جسر إنساني جديد محمل بالمساعدات الطبية نحو غزة استفادت وتستفيد دائما من الدعم المغربي اللا مشروط.

وللبث في تفاصيل هذه البادرة الملكية السامية أكثر، فقد أوضح بلاغ رسمي صادر في الموضوع عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن هذه المساعدات، التي أمر بها جلالة الملك، نصره الله، تتكون من أربعين طنا من المواد الطبية تشمل، على الخصوص، معدات لعلاج الحروق، والطوارئ الجراحية وجراحة العظام والكسور، وكذا أدوية أساسية، مضيفا أن هذه المواد الطبية موجهة للبالغين، وكذا للأطفال صغار السن.

المساعدات بما تحمله من عمق إنساني انعدم نظيره عند الجيران، تكتسي مزيدا من النبل حينما يقرر عاهل البلاد توظيف ماله الخاص لإسعاف الغزاويين والتكفل بجزء كبير من المساعدات الموجة لهم برا وبشكل مباشر، سالكة بذلك نفس الطريق الغير مسبوق الذي فتحه المغرب خلال عملية إرسال المساعدات الغذائية بتعليمات ملكية إبان شهر رمضان الأبرك. وإن برهن هذا الأمر شيئا، فإنما يبرهن لنا حجم الجدية والالتزام الذي تتعاطى به السلطات الإسرائيلية مع المكانة الاعتبارية لشخص الملك محمد السادس وحجم مصداقيته في لدى الشركاء. لذلك، تبقى دائما قوة القائد أمرا ملزما لمن يتعامل معه ويحتكم لقراراته الإنسانية الرصينة وتصير كلمته مسموعة. وهذا ما عشناه مع محنة الفلسطينيين حينما أبلى عاهل البلاد البلاء الحسن باختراق معبر بري عجزت كبريات الدول عن فتحه.

ورغم المزايدات المجانبة للصواب والمعاكسة للحقائق التاريخية، تستمر المملكة المغربية، في شخص الملك محمد السادس في مؤازرتها الفعلية لأبناء فلسطين، وتلبي نداء الإغاثة من باب الوصاية الإنسانية –إن جاز لنا اعتبار الأمر كذلك- فالمغرب يحمل على عاتقه القضية الفلسطينية التي كرس لخدمتها مؤسسة قائمة بذاتها. إنها  وكالة بيت مال القدس التي لا تتوانى عن الوقوف جنب الفلسطينيين في أقراحهم كما أفراحهم، تتوزع بين المساعدات الغذائية على طول السنة أو في المناسبات الدينية مثل رمضان ثم الاحتفاء بالطلبة المتفوقين، عبر استقدامهم إلى المغرب في إطار رحلة استجمام واستكشاف يحظون فيها بشرف استقبالهم من طرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن.

إن سيل المبادرات المغربية الرامية إلى تخفيف وطأة المصاب الجلل الذي يلم بالأشقاء في أرض كنعان لا ينضب. والسبب ببساطة: ما من أب أو أخ روحي قد يعدل يوما عن إسعاف شقيقه في العروبة والإنسانية. وبناء على هذا الطرح، تم إيفاد المساعدات إلى ساكنة مدينة غزة شهر مارس 2024… وغيرها الكثير التي لا ولن يسعفنا لا الوقت ولا الجهد للخوض فيها. إنما التاريخ والفلسطينيين يحفظونها بتقدير وامتنان.

وباعتماد تقنية الفلاش باك، يظهر بجلاء ورغم كيد الكائدين، أن المملكة المغربية، ممثلة في شخص الملك محمد السادس قد خلف استئنافها للعلاقات مع إسرائيل فرصة إضافية لمساعدة الفلسطينيين على الصمود داخل الميدان، منذ الإعلان الثلاثي “المغرب-الولايات المتحدة الأمريكية- إسرائيل”، والدليل أن الموقف الرسمي المغربي يضع القضية الفلسطينية في مستوى قضية الصحراء المغربية.

وبخلاف تحركات المغرب في كافة الاتجاهات لإعمار فلسطين وإحلال السلام داخلها وفي باقي دول المنطقة، لم نشهد وقوف الجانب الجزائري وقفة رجل واحد مع فلسطين دعما لها في محنتها، علما أننا نتحدث عن بلد يتمرغ مسؤوليه في عائدات الغاز والبترول. غير أن عصابة الكابرانات، وكعادتها، تستنكف عن ممارسة إنسانيتها أولا وتكتفي بالشجب والاستنكار عبر بيانات بليدة لا تسمن ولا تغني أهالينا في فلسطين شيء. وثانيا، موقف النظام الجزائري من القضية الفلسطينية يتخذ أبعادا لا محايدة حينما يقرر قصر المرادية مجافاة إخوانه في العروبة والدين والإنسانية بدعوى أن المغرب استأنف  علاقاته مع إسرائيل. بينما واقع الحال والكواليس يفضح تطبيعا جزائريا من تحت الطاولة ومقاطعة أبدية مزعومة أمام عدسات الكاميرات. قبح الله النفاق السياسي وعاشت المملكة المغربية مسعفة الأشقاء في كل زمان ومكان !!!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى