وزير الدفاع الهندي يبدأ زيارة نوعية إلى المغرب لتعزيز التعاون العسكري

يبدأ وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، اليوم الاثنين، زيارة رسمية إلى المغرب تستمر يومين، وهي الأولى من نوعها لوزير دفاع هندي إلى المملكة، في خطوة تعكس رغبة البلدين في تعزيز تعاونهما العسكري. الزيارة تشمل العاصمة الرباط، حيث يعقد الوزير الهندي جلسة مباحثات ثنائية مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، لمراجعة حصيلة التعاون الدفاعي بين البلدين، ورسم مسارات جديدة للتعاون، خاصة في مجالات التدريب وبناء القدرات والصناعة الدفاعية والتكنولوجيا.
ومن أبرز محطات الزيارة توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في المجال الدفاعي، بما يتيح تبادل الخبرات والربط الصناعي. كما سيترأس سينغ في مدينة برشيد حفل تدشين مصنع “Tata Advanced Systems Maroc”، المخصص لإنتاج المركبات القتالية المدرعة من نوع WhAP 8×8، والذي يُعد مشروعاً مشتركاً يجسد التكامل الصناعي بين المغرب والهند، ويمثل التزام البلدين بخطط التطوير والإنتاج الدفاعي المشترك.
البرنامج يتضمن أيضاً لقاءً مع وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور، حيث ستُناقش فرص تعميق التعاون الصناعي والدفاعي عبر مشاريع مشتركة ونقل التكنولوجيا وفتح أسواق جديدة في قطاعات استراتيجية. السفير الهندي بالرباط اعتبر أن الزيارة تشكل “خطوة مهمة لتعزيز المصالح الأمنية المشتركة وتشجيع التعاون الصناعي بما يخدم التنمية الاقتصادية ويقوي الأمن الإقليمي”.
وتأتي هذه الزيارة في ظل توجه المغرب نحو تنويع مصادر تسليحه وشركائه عبر العالم، في إطار استراتيجيته لبناء صناعة دفاعية وطنية قادرة على مواجهة التهديدات الأمنية. فإلى جانب السلاح الغربي، ينفتح المغرب بشكل متزايد على دول مثل الصين وتركيا والهند والبرازيل وباكستان، مستفيداً من مرونة هذه الدول في الصفقات العسكرية، وأسعارها المناسبة، واستعدادها للمساهمة في إنشاء صناعة عسكرية محلية.
كما أبرم المغرب اتفاقيات لاقتناء براءات اختراع وتقنيات من دول أوروبية وآسيوية ولاتينية، بهدف تصنيع وتطوير بعض الأسلحة محلياً. وقد برز خلال السنوات الأخيرة توجه استراتيجي واضح نحو بناء قاعدة صناعية دفاعية وطنية، باعتبارها خياراً ضرورياً في محيط إقليمي متوتر.
الخبير في الشؤون العسكرية محمد شقير أكد لـ”العربي الجديد” أن المغرب يسعى للاستفادة من التجربة الهندية، خاصة أن الهند تصدر ما قيمته 14 مليار دولار من المعدات العسكرية. وأوضح أن الشراكة مع الشركات الهندية تتماشى مع رغبة المغرب في ضمان استقلاليته الدفاعية وتأسيس صناعة عسكرية محلية. وأضاف أن افتتاح المصنع الجديد في برشيد سيعزز التعاون العسكري بين البلدين، خصوصاً في مجال تصنيع المركبات القتالية، مع إمكانية تطوير هذا التعاون ليشمل معدات أكثر تعقيداً مستقبلاً.



