جنون العظمة يصيب كابرانات الجزائر ويضيع على الشعب سنوات من التنمية (فيديو)
من الصعب بمكان التعامل مع شخص مصاب بمرض جنون العظمة، المعروف لدى أهل الاختصاص بدخول صاحبه في حالة مفرطة من الهوس بنفسه، بيد أنها الطريقة الوحيدة التي يعوض بها الخلل والنقص الحاصل على مستوى شخصيته.
كذلكم الحال بالنسبة للنظام الحاكم بالجزائر ولرموزه المفلسين بشهادة الشعب، الذي ضاق ذرعا بالمسرحيات البهلوانية التي يقيمونها بين الفينة والأخرى للهروب من الأزمات الداخلية الخانقة التي مست المواطن الجزائري في قوته اليومي، لأن من يدبرون شؤونه يسخرون الوقت والجهد والمال الوفير لمضايقة “جارهم الكلاسيكي “، غير أبهين بما تجرع ويتجرعه الشعب لأن القدر سلط عليهم عصابة الكابرانات وغلامهم تبون.
كم الأزمات الاجتماعية التي يتخبط فيها الجزائري كل يوم تكفي لإقامة صلاة الجنازة على دولة تتبجح بكونها “قوة ضاربة” ولا تستطع توفير ولو القسط الأدنى من الحليب والسميد والموز وهلم جرى من مواد غذائية أساسية لسد رمق المواطنين. فالعالم بأكمله يجمع على أن الجزائر لم تجلب للمنطقة المغاربية غير الخراب وسنوات عجاف، وما البطاطس إلا خير شاهد على مهزلة الطوابير الطويلة المتراصة أمام “كراجات” لا تصلح لتخزين حتى علف البهائم فما بالك بمواد غذائية موجهة للاستهلاك البشري، لتمكين المواطنين من شراء بعض الحبات من البطاطس المحتكرة بالأطنان في مخازن تابعة للنظام.
جار فاسد وأخرق لم يجلب للمنطقة المغاربية غير “التبرية” وكأننا نجاور أحمقا يحمل سلاحا في يده لن يكون بمقدوره حتما استيعاب مدى خطورة السلاح لأنه فاقد للعقل وللأهلية.
نظام وشعب تجمعهم الأرض وتفرقهم الاهتمامات والأولويات، فمقاطع فيديو غزى وسائط التواصل الاجتماعي يبين بالملموس وجه النظام الحقيقي في تعاطيه مع مآسي الشعب الجزائري. نظام قصر المرادية يتبنى خطابا حربيا ويتحدث بلغة التحدي في مواجهة تماسيح وعفاريت من صنع خياله المريض، بينما النقاشات الأزلية التي يخوضها الشارع الجزائري لا تتعدى قاموس البطن من خضر وفواكه وغاز البوتان ومواد غذائية أخرى حلقت بعيدا عن مستوى القدرة الشرائية للمواطنين وإن على نذرتها في الأسواق.
لذلك يبدو الشرخ كبيرا ومهولا بين النظام والشعب الجزائري المطحون. نظام مهووس بجاره ويحيك المكائد ثم ينسبها له سيرا على القول الدارج “ضربني وبكا وسبقني وشكا”، وشعب لا ناقة له ولا جمل في معارك وهمية يخوضها النظام باسمه تحت ذريعة نحن مستهدفون. المعركة الحقيقية داخل الجزائر هي معركة البطون الجائعة، فهل يستحي تبون وعصابته يوما ويلتفتون ولو قليلا لمعاناة الجزائريين؟؟.



