كاريكاتير..محاولة سطو ناعم على حركة GenZ تنتهي بمتحور جيل الطوابرية

لقد اتضح جليا أن الفيروسات لا تقتصر على الأجساد، بل قد تضرب الوعي وتفسد الضمائر، فتتسلل إلى نسغ المجتمع كما يتسلل السّم إلى العروق. وها نحن أمام متحور جديد خرج من رحم جيل “Z”، “جيل ط” أو كما نعرفه جميعا جيل الطوابرية جيل لا يفتك بالجسد، بل يعيث فسادا في الوطنية، ويغتال الوعي، وينشر رائحة النفاق الخانقة في كل زاوية.
جيل “Z” يقف اليوم على مفترق مصيري حاد فإما أن يثبت على أرض النبل والحق، وإما أن يساق كالقطيع وراء حفنة من المتلونين الذين باعوا الوطن بثمن بخس، ثم عادوا ليلبسوا عباءة المناضلين بعد أن لوثهم التاريخ وفضحتهم أفعالهم. هؤلاء ليسوا منارات للوعي، بل سراب يخدع الظمآن.
جيل ط” لا يسعى إلى بناء وطن، بل إلى تقويضه حجرا حجرا. لا يعلّم النهوض، بل يُتقن فنّ الانحدار. لا يبث الوعي، بل يزرع الشك والسوداوية، ويغري العقول الغضة بخرافات الحرية وهو في حقيقته أداة خبيثة للتمزيق والهدم. يتوارى خلف الأقنعة، يختبئ خلف شعارات الحرية والديمقراطية، يلوّح بالكلمات الرنانة، بينما أنيابه مغموسة في خيانة الأمس.
هم لا يحملون قضية، بل يحملون خبثا مصفى. لا يسعون لإيقاظ الوعي، بل لإطفائه. يختبئون في بودكاستات ومنصات رقمية كما يختبئ العفن في الشقوق، يتسللون كالسم، يلوثون العقول بخطاب مريض، فيحولون النضال إلى تهريج، والوعي إلى صخب أجوف.
يا شباب جيل “Z”…
احذروا هذا الطاعون الناعم، فإن المناضل الحق لا يطعن وطنه، والمحب لا يبيع حبيبه، والحر لا يكون مطية في يد من خان بالأمس. فمن خان مرة، لن يذرف دمعة إن خانكم أنتم غدا.
جيل “ط” سرطان اجتماعي يبدأ همسا ثم يصير صراخا، يبدأ بوجه وديع ثم يكشف عن أنياب تنهش. لا تتبعوا من جعلوا الخيانة مهنة، والكذب وسيلة، والحرية ستارا يخفون خلفه عفنهم.
أيها الجيل الحيّ، أنتم لستم وقودا لمعاركهم القذرة. لا تكونوا جسرا يعبرون عليه ليعودوا إلى الأضواء، إنهم طفيليات تعيش على دم الحالمين انتم الحصن و ماهم إلا مجرد غبار عابر مصيره ان يكنس مع نفايات التاريخ. وفي الأخير يا جيل” Z ” الحرية التي لا تحفظ الوطن ليست حرية، بل خيانة بألف قناع.



