كريمة الشامي.. “الأميرة النائمة” تستفيق من سُباتها وتُقرر استرجاع عرش الجزائر ومسؤولي البلاد يطاوعونها

نَعِيبُ على الزمان، وما للزمان من عيب غير جيراننا، أشقاء تفصلنا عنهم مسافة لا تتجاوز سُمك جدار برلين. خلف الجدار توجد بلاد العجائب حيث تُروى وتحدث قصص ووقائع يتقاطع فيها اللا منطق مع اللا وعي. والنتيجة بادية للعيان، النكتة والهزل يتصدران محركات البحث كلما تعلق الأمر ببلاد النظام الجزائري.

إحدى أغرب هذه الحكايا السريالية ما تناقلته مصادر إعلامية متطابقة، منذ أيام، عن أميرة جزائرية مزعومة انبثقت من العدم وحاولت التسلل “بنعومة” إلى دواليب قصر المرادية، عبر ادعائها بأنها حفيدة الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية وقائد الثورة ضد الاستعمار الفرنسي.

السيدة التي لا يٌعرف عن تاريخها العائلي غير أصولها الجزائرية- السورية ثم حملها للجنسية الأمريكية، حيث تقطن بهيوستن بولاية تكساس الأمريكية، نجحت في نسج خيوط علاقة مع رجل أمن يشتغل بالسفارة الجزائرية هنالك. العلاقة “المشبوهة” كانت فاتحة خير عليها، أدخلتها عوالم السياسة من أبوابها الواسعة، بحيث تضمنت أجندتها، في بادئ الأمر، كل من الصحافيان أسامة وحيد وعارف مشاكرة اللذان أخذاها في جولة عميقة إلى مفاصل الدولة الجزائرية.

وقبيل انطلاق الفصول الرسمية لمسلسل “الأميرة النائمة تستفيق”، طلبت السيدة المسماة كريمة الشامي مباركة الأمير خالد الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر المستقر بلندن ومكنته من مبلغ 5000 دولار مقابل الاعتراف بها كواحدة من حفدة الأمير عبد القادر.

وبنفس منطق الرشوة لفتح الأبواب الموصدة، أوكلت الأميرة المزعومة مهمة حشد إجماع جزائري وطني حول شخصها إلى الصحافي السالف ذكره عارف مشاكرة، مقابل 1500 دولار. وبالفعل اقتنع رجال النظام الجزائري بأميرتهم الجديدة والتحقت بحظيرة الوطن في محاولة لإيجاد موطئ قدم لها ضمن نادي الكبار.

وبين حياة الرفاهية ووعود بمنصب سامي داخل دواليب الدولة، استمرت الأميرة في التوغل داخل المجتمع الجزائري، فصارت تحضر مناسبات عامة يجتمع خلالها عِلِيَّةُ القوم وأضحى وجهها مألوفا على شاشات التلفاز. غير أن فرحة الأميرة بفستان السندريلا لم تكتمل حينما استبعد اسمها عن حمل حقيبة وزارة الثقافة لأنها لا تتوفر على شهادة تعليمية عليا تخول لها الأمر.

واستمر الحال على ما هو عليه، أي أن السيدة كريمة الشامي ظلت وفية لنهجها الذي قدمت لأجله وهو النصب والاحتيال باسم الأمير عبد القادر. بل حتى أن المخابرات الجزائرية وبعد علمها بمخططات المعنية بالأمر وفرت لها الحماية.

القصة وما تتضمنه من وقائع غريبة لا يسعنا الوقت للخوض فيها بإمعان، تحلينا في العمق على هشاشة النظام الجزائري الغير ناضج سياسيا بَعْدُ. نظام يشرع أبوابه أمام التائهين وكل من تقطعت بهم السبل فيحتضنهم ويصنع منهم فقاعات تنفجر في وجهه. ما هكذا تدار البلاد يا كراغلة!! لأن المناورات والخديعة تنتهي بالانكشاف ولو بعد حين. الأميرة إياها وقد ضاق عليها الخناق، خرجت مؤخرا وأحرجت عصابة العسكر في عقر دارها حينما كشفت كواليس خطة استقدامها للعب دور أميرة مزيفة. ويبقى السؤال المحير: وما جدوى احتضان أميرة مزيفة والإنفاق عليها من مالية الدولة الجزائرية؟ ماذا يتوخى الكابرانات من هكذا خطوة بليدة؟. المهم أهل مكة أدرى بشعابها!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى