النظام الجزائري يرسخ تبعيته الكاملة للمشروع الإيراني و يسلّم مفاتيح بلاده لطهران

في تطور لافت يثير تساؤلات كبرى حول توجهات السياسة الخارجية الجزائرية، كشفت مصادر موثوقة عن زيارة قام بها وفد ديني يضم شخصيات مقربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني إلى مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف.

المعلومات المتواترة تشير إلى أن هذه الخطوة تُؤكد عمق التنسيق بين الجزائر و بين ما يُعرف بـ«محور المقاومة» الإيراني، وتضع علامات استفهام كبيرة حول طبيعة العلاقات التي تربط قيادات البوليساريو بطهران و بيروت.

ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه التقارير عن تسليح إيراني مباشر للجزائر ولوحدات البوليساريو، بما في ذلك تمكينهم من طائرات مسيرة وصواريخ باليستية من الطراز نفسه الذي زودت به إيران حليفتها الأوروبية روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

دبلوماسيون إيرانيون لم يعودوا يخفون هذا التقارب، فقد صرح مسؤولون في وزارة الخارجية الإيرانية صراحة بأن بلادهم تقدم دعماً عسكرياً متقدماً لـ«الحليف الجزائري» وكذلك لـ«الأشقاء في الصحراء الغربية»، وهي تصريحات تمثل خروجا عن السرية التي كانت تحيط بهذه العلاقة سابقاً.

و في السياق العربي، باتت الجزائر حسب عدد من المتابعين للشأن السياسي، ثالث دولة عربية تنخرط بشكل علني في الفضاء السياسي والعسكري الإيراني بعد لبنان واليمن، رغم محاولات الإعلام الرسمي الجزائري نفي أي تبعية أو تنسيق استراتيجي مع طهران، غير أن التطورات الميدانية والتصريحات الإيرانية المتكررة تجعل هذا النفي يبدو أقرب إلى التعتيم منه إلى الحقيقة.

الأخطر في هذا المسار، وفق محللين سياسيين، هو ما يرونه محاولة لنقل النفوذ الإيراني إلى قلب شمال إفريقيا عبر استغلال الجزائر كبوابة مفتوحة، مما قد يُشكل تهديداً مباشراً لأمن الجوار المغاربي والعربي عموماً.

ويربط بعض المراقبين هذا التقارب بتزايد نشاط الدعوة الشيعية داخل الجزائر نفسها، حيث تتحدث تقارير غير رسمية عن تحول آلاف المواطنين إلى المذهب الشيعي خلال السنوات الأخيرة في ظل صمت رسمي مطبق.

و تُلقي هذه التطورات الضوء على انحراف خطير في السياسة الجزائرية بعيداً عن الإجماع العربي، وتفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات مشروعة: إلى أي مدى يمكن لدولة عربية كبرى أن ترهن أمنها القومي واستقرار منطقتها لأجندات خارجية تثير قلق معظم دول الجوار والأشقاء العرب؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى