فرنسا تشيد بالأمن المغربي في ذكرى هجمات باريس الدامية: شراكة تحمي أوروبا من الإرهاب
في الوقت الذي أحيت فيه فرنسا الذكرى العاشرة الأليمة لهجمات باريس الدامية بتاريخ 13 نونبر 2015، التي أوقعت 132 قتيلا وأكثر من 350 جريحا في العاصمة وضواحيها، برزت من جديد إشادة رسمية فرنسية بدور الأجهزة الأمنية المغربية، التي أثبتت خلال السنوات الماضية أنها شريك موثوق وأساسي في حماية فرنسا وأوروبا من المد الإرهابي المتطرف.
إشادة في لحظة رمزية
خلال هذه المناسبة التي تخلد واحدة من أكثر الصفحات سوادا في تاريخ فرنسا الحديث، أكد نيكولا ليرنر، رئيس مديرية الأمن الخارجي الفرنسية (DGSE)، أن الأمن المغربي يعد شريكا فعالا ومؤثرا في الحرب ضد الإرهاب، مشيرا إلى أن التعاون مع الرباط ساهم في تفادي هجمات دامية كانت تستهدف الأراضي الفرنسية.
هذا التصريح لم يأت صدفة، بل جاء في لحظة رمزية تعيد التذكير بأن أمن فرنسا لم يكن يوما شأنا داخلياً فقط بل ثمرة تعاون وثيق مع شركاء أوفياء، في طليعتهم المغرب.
شراكة أنقذت أرواحا
منذ هجمات شارلي إيبدو وباتاكلان، لم تتوقف الأجهزة المغربية، وخاصة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن تقديم معلومات استخباراتية دقيقة مكنت فرنسا من إحباط مؤامرات إرهابية في مراحلها الأولى.
وقد اعترف مسؤولون فرنسيون مرارا بأن تلك المعلومات أنقذت حياة المئات من المدنيين، مؤكدين أن المغرب يمتلك إحدى أقوى التجارب الاستخباراتية في المنطقة المغاربية والمتوسطية.
أمن يتجاوز الحدود
إشادة فرنسا بالمغرب ليست مجرد مجاملة دبلوماسية، بل إقرار بدور استراتيجي في حماية الفضاء الأوروبي برمته. فالمغرب اليوم يعتبر درعا استخباراتيا متقدما، يجمع بين المقاربة الأمنية الصارمة والرؤية الاستباقية، مما جعله شريكا موثوقا لدى فرنسا، إسبانيا، وبلجيكا، وحتى أجهزة أوروبية أخرى.
هذا التعاون لا يقتصر على محاربة الإرهاب، بل يشمل أيضا مكافحة التطرف الرقمي والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
وفي المحصلة، تدرك فرنسا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن أمنها الداخلي مرتبط بعمق بشراكتها مع المغرب. فبينما يحيي الفرنسيون ذكرى ضحايا الإرهاب، يُسجل للمغرب أنه كان وما يزال الخط الأمامي في معركة الدفاع عن القيم الإنسانية ضد التطرف، وشريكا لا محيد عنه في حماية أمن العالم الحر من صناع الموت وإراقة الدماء.



