ساخر مغربي | بين الإسلام المتطرف واليسار الراديكالي.. أطراف مناوئة تتحكم في حسابات Genz212
عن حساب ساخر مغربي على موقع X.
في سياق المظاهرات الشبابية التي يعرفها المغرب مؤخراً، و التي انطلقت بمطالب اجتماعية مشروعة، قبل أن تنزلق نحو مطب حرج ميزته الفوضى و الشغب، حاولنا تحليل بعض المشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكننا وصفها سوى بـ “الخطيرة”.
فاحتجاجات جيل زد 212، التي بدت في بدايتها كصرخة ضد الفساد، تكشف اليوم عن خيوط تُدار من وراء الستار، تُغذّيها تيارات متطرفة من الإسلام السياسي واليسار الراديكالي، وحتى أطراف خارجية لا تعنيها مصلحة المغرب في شيء.
الملاحظ أن الحساب الرسمي على منصة إكس و المشرف على نشر كل ما يتعلق بأخبار الاحتجاجات و صور المظاهرات، يتابع عددا من الحسابات المعروفة بفكرها المتطرف أو لها حسابات مع الدولة.
في هذا المقال سنستعرض بعضاً من “البروفايلات” التي تدور مؤخرا في فلك منصة VoiceGenZ212 و التي نرجح أنها هي من تشرف على تسيير هذا الحساب.
الإرث المتطرف لجماعة العدل والإحسان
من بين أبرز المؤشرات على الخلفيات الخفية لهذه الاحتجاجات، ارتباط حساب VoiceGenZ212 بفكر الشيخ عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة العدل والإحسان.
هذه الجماعة، المصنّفة كتيار إسلامي متطرف، لا تعترف بالمؤسسة الملكية وتدعو إلى “دولة القرآن” بديلاً عن النظام القائم.
فالنفوذ الذي تميزت به هذه الجماعة داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و السيطرة التي تفرضها منذ التسعينيات على هذه المنظمة، يثير شكوكا حول إمكانية استغلال الشباب وتأطيرهم داخل فضاءات رقمية مثل حساب “ديسكورد” الخاص بجيل زد.
هاجر الريسوني : صحفية برتبة “محرّضة”
اسم آخر يبرز في المشهد هو الصحفية هاجر الريسوني، التي تحولت من صاحبة قضية جدلية إلى ناشطة تُغذّي الاحتجاجات بخطاب تصادمي.
و تسعى هاجر من خلال تغريداتها وتغطيتها الإعلامية لمظاهرات “جيل زد”، إلى توجيه سهام النقد لمؤسسات الدولة و العمل على إضفاء الشرعية على دعوات التظاهر.
الغراندي طوطو : حين تتحول الموسيقى إلى أداة للتهييج
حساب آخر يتابعه VoiceGenZ212 و هو حساب الرابور طه فحصي، الملقب بـ”طوطو“، الذي لم يعد مجرد فنان راب الشباب، لكنه أصبح بوقا مؤججا للقيام بأعمال العنف.
و لعل آخر أعمال “طوطو” الفنية تضمنت رسائل صريحة للتصعيد، مما دفع القضاء إلى متابعته بتهم السب والتحريض.
فارتباط اسم طه فحصي و موسيقاه بصفحة VoiceGenZ212 يدل على خلط الثقافة الشبابية بالدعوة إلى الفوضى، وهو مسار خطير بإمكانه التأثير على السلم الاجتماعي.
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: يسار راديكالي في الواجهة
لطالما لعبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان دورا سلبيا سواء في سياق المظاهرات الشبابية الحالية أو في جميع الأشكال الاحتجاجية التي عرفتها المملكة عبر تاريخها.
فمنذ تأسيسها سنة 1979، ارتبطت بخط يساري راديكالي، وكثيراً ما وجدت نفسها في تحالفات ظرفية مع أطراف تخالفها إيديولوجيا مثل جماعة العدل والإحسان مثلا.
هذا “التحالف المصلحي” ظهر في احتجاجات عديدة، من رفض التطبيع إلى انتقاد الحكومة.
ومن خلال متابعة @VoiceGenZ212 لحساب الجمعية، يتضح أن الخلط بين ما هو حقوقي و ما هو سياسي قد يُستخدم لإضفاء الشرعية على أجندات مشبوهة.
بوابة تجنيد جديدة اسمها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
من بين المتابعين أيضا، لا يمكننا إغفال اسم صابر إمدنين، الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و الذي يُعتبر إحدى الواجهات الأساسية لتأطير الطلبة داخل المؤسسات الجامعية.
فبيانات الاتحاد الأخيرة حول قضايا خارجية مثل غزة، تخفي بين السطور أجندة تهدف إلى تأجيج الغضب الداخلي وتوجيهه ضد الدولة.
هذه البوابة الطلابية صارت تُستخدم بوضوح كمنبر لتغذية احتجاجات جيل زد.
سونيا مورينو.. عرّابة المؤامرات الخارجية
الأمر الأكثر إثارة للريبة هو متابعة حساب “جيل زد” للصحفية الإسبانية و المراسلة السابقة لعدة وسائل إعلام إسبانية في المغرب، سونيا مورينو، مؤلفة كتاب “المغرب، الجار المزعج”.
ما يميز مواقف سونيا، مواقفها المعادية للمغرب ومؤسساته، عبر التشكيك في شرعية الدولة مرورا إلى التحريض الإعلامي ضدها.
ارتباط بالصفحة يُعطي مؤشراً على أن جهات أجنبية ربما تتدخل في تغذية هذه الحركة الشبابية، سواء عبر المال أو الإعلام.
بين الإصلاح والفتنة
يمكننا القول أن مطالب الشباب في تعليم و تطبيب جيدين تبقى مطالب مشروعة ولا يمكن إنكارها، لكن اختلاطها بخطابات التطرف واليسار الراديكالي قد يُحوّلها إلى أداة لزعزعة الاستقرار.
فالمغرب بحاجة إلى إصلاح داخلي حقيقي ينبني على حوار وطني تشارك فيه جميع الأطراف (أحزاب، نقابات، منظمات، مجتمع مدني)، و ليس مد اليد إلى فئات داخلية “خبيثة” أو الاعتماد على قوى خارجية تخدم مخططات تخريبية تُحاك في غرف مظلمة.
الوطن أكبر من أي فصيل.. واستقراره خط أحمر.
🔴🔴|| ثريد 🧵 حول الخلفيات المظلمة لاحتجاجات #GENZ212: بين الإسلام المتطرف واليسار الراديكالي
في زمن يتسارع فيه نبض الشباب نحو تغيير مشروع، يأتي من يحاول استغلال غضبهم لأغراض أخرى. احتجاجات “جيل زد 212″، التي بدأت كصرخة ضد الفساد والإصلاح، تكشف اليوم عن خيوط تتحكم فيها جهات… pic.twitter.com/F7cThb9E7o
— Kinan Moutaraji – (ساخر مغربي) (@kinan_moutaraji) October 2, 2025
