التلميذ الكسول هشام جيراندو يفشل في درس جديد و يعاقب بكتابة واجب منزلي 1000 مرة (كاريكاتير)
من منا لا يتذكر أيام الدراسة و سخريتنا الشديدة من الطالب الكسول الذي كان دائما آخر من يصل إلى الفصل، وأول من يهرب من المراجعة.. لا يفتح كتبه إلا نادرا، وكأن الدراسة عبء أثقل من طاقته، فكان كل تراخٍ عن مراجعة الدروس يجمع له ديونا متراكمة من العقاب تنتظره على يد أحد الأساتذة القساة.
بين الكتب غير المقروءة والواجبات المؤجلة، كان يقضي هذا التلميذ أيامه في التهاون، مكتفيا بأمل ضئيل بأن يمر الدرس دون أن يٌكتشف. لكن الحقيقة كانت تصطدم به بلا رحمة، حين يلتقي بعصا المعلم الصارمة، فتتساقط أمامه كل الأعذار ويواجه عواقب كسله، ليعلم أن التسويف لا ينجي صاحبه من العقاب وأن الوقت الذي يضيع لا يعود أبدا.
لنتخيل لو استحدثت مسابقة خاصة بالكسالى و غير المجتهدين في ذلك الوقت، تمنح فيها جائزة خاصة لأكثر التلاميذ تقاعسا و تخاذلا، فمن طبيعة الحال سيكون الطالب المشاغب، هشام جيراندو، هو المتوج بهذا الرهان التكاسلي الذي سيرافقه حتى كِبره لما يظهره اليوم من براعة و إبداع مذهلين في تحويل أي قضية بسيطة إلى فزاعة و لو على حساب الخلط بين المديريات والهيئات.
لا يريد كبير المتكاسلين هشام جيراندو أن يتعلم من الزلاّت و السقطات السابقة أو “فرط الحماس” الذي تسبب له في إيداع عدد لا بأس به من عائلته و مقربيه في السجن و كلفه هو الآخر حكما غيابيا بـ 15 سنة سجنا، ناهيك عن متابعته الأخيرة في كندا بالسجن بعد أن امتثل فيها لشروط صارمة نصت عليها الأحكام الصادرة ضده.
جيراندو لا يكف عن مهاجمة حموشي و مديريته و رجاله في كل مرة يطل بوجهه عبر يوتيوب أو تيكتوك و الإصرار على تمرير الأكاذيب حول اختصاصات الرجل مثلما فعل مؤخراً لما نسب له الإشراف على المديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات (DGSSI) في حين أن هذه الأخيرة هي مؤسسة مستقلة تابعة لإدارة الدفاع الوطني تأسست بموجب المرسوم رقم 2.11.509 الصادر في 21 سبتمبر 2011، ولا علاقة لها بمديرية مراقبة التراب الوطني (DGST).
و على هامش تعيين اللواء عبد الله بوطريج من طرف الملك على رأس المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، أبى جيراندو إلا أن يتزيا بزي “الناصح الأمين” و يقدم توصياته لهذا الإطار الأمني الكبير بالسفر إلى كندا لاستقدام خبراء مغاربة في الأمن الرقمي، كأننا في المغرب نفتقر إلى الكفاءات الوطنية، أو أن بوطريج بحاجة إلى موافقة يوتيوبر مختل لتوجيه استراتيجيته السيبرانية أو ربما خبرة هذا اللواء العسكري التي نال عبرها الثقة الملكية تنتظر فتوى “عربيد” حتى ترسي بنية تحتية تقنية متطورة.
وحتى لو حاول أحدهم أن يمنح نفسه لحظة استماع لتفاهات هشام جيراندو، فكيف له أن يصدقه وهو يتنقل بين ادعاء وآخر بلا أي ثبات؟ في يوم يدّعي أنه التقى المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة في مدريد، وفي يوم آخر يظهر ليؤكد أنه يشبهه، كأن الحقيقة عنده لعبة متقلبة تتبدل بحسب المزاج و الزمان دون أن يسمح لنفسه الاعتراف أنه وقع ضحيةً لكبيره الذي علمه السحر، مهدي حيجاوي، بحكم أن هذا الأخير عرف كيف يجعل من جيراندو دمية في يده يحركه كيف يشاء و أنّى شاء.
و بحكم أن البليد هشام جيراندو أبان عن كسله في دروس شتى، من التاريخ إلى الجغرافيا ومن التربية على المواطنة إلى الفلسفة، قبل أن يختمها بفشله الذريع في درس السياسة، فإن الأستاذ لم يستسغ الأمر .. لذا و عقوبة له على تهاونه، فهو مطالب بكتابة دروسه 1000 مرة لعل شيئا مما جادت به الدفاتر يعلق في مخيخه الذي بات لا يعرف سوى “حموشي” و “الديستي”.



