أمريكا مستعدة لأن تكون “شريكا أساسيا” في مسار تعزيز مكانة المغرب الريادية قاريا في مجال الأمن السيبراني

أكدت نائبة مدير المكتب الأمريكي للفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية، جينيفر باشوس، أمس الخميس بالدار البيضاء، أن الولايات المتحدة مستعدة لأن تكون “شريكا أساسيا” في مسار تعزيز مكانة المغرب الريادية على المستوى القاري في مجال الأمن السيبراني.
وسلطت باشوس، في مداخلة لها خلال لقاء حول الأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية نظمته القنصلية العامة للولايات المتحدة بمركزها الثقافي دار أمريكا، الضوء على “التطور الملحوظ” الذي حققته المملكة المغربية في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
ويندرج هذا اللقاء في إطار الزيارة الرسمية التي تقوم بها باشوس للمغرب من 6 إلى 8 دجنبر الجاري.
وأشارت البعثة الأمريكية بالمغرب، في بلاغ أصدرته في نهاية هذا اللقاء، إلى أن “باشوس كانت منبهرة بالتطور الذي حققه المغرب، وأعربت عن استعداد الولايات المتحدة لأن تكون شريكا أساسيا في تعزيز مكانة المغرب كرائد قاري في هذا المجال”.
وأبرزت المتحدثة أن “التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات نتج عنه بروز الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي كركائز أساسية للتنمية الاقتصادية العالمية”، مشيرة إلى أن الأمن السيبراني، الذي أضحى رهانا حاسما، يضطلع بدور أساسي في حماية البيانات الحساسة.
وموازاة مع ذلك؛ أكدت المسؤولة الأمريكية أن الذكاء الاصطناعي فرض نفسه كمحرك رئيسي لتحفيز الكفاءة التشغيلية وفتح آفاقا جديدة للابتكار، مبرزة أن إدماج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني يقدم فوائد مهمة، تمكن من رصد التهديدات بشكل أسرع، وتحليل السلوكيات الخبيثة والتنبؤ بالهجمات المحتملة، والاستجابة لها تلقائيا.
وأكدت في كلمة أمام حضور مكون من أساتذة وطلبة جامعيين من سلك الماستر والدكتوراه من كلية العلوم بنمسيك وكلية العلوم عين الشق، أن هذا المزيج يعزز مرونة الاقتصادات في مواجهة الهجمات السيبرانية المتطورة بشكل متزايد.
ومن جهة أخرى، دعت باشوس إلى تعاون دولي وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالأمن الرقمي. مشيرة إلى أن “التحديات العالمية اليوم في مجال الأمن السيبراني والسياسات الرقمية تتزايد بشكل كبير”، مبرزة أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات لمواجهتها وخدمة التنمية الاقتصادية للدول.
كما اعتبرت المسؤولة الأمريكية، أن تطوير سياسات ملائمة وتوفير استثمارات مناسبة في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي يعزز النمو الاقتصادي من خلال تشجيع الابتكار وتعزيز القدرة التنافسية للشركات وخلق بيئة مواتية للتبادلات الآمنة.
مضيفة أن التكامل بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي يفتح الطريق أمام فرص اقتصادية جديدة، ويقدم حلولا مبتكرة لمواجهة التحديات الحالية، مما يضمن تنمية اقتصادية مستدامة ومرنة.