حسن بناجح.. “مخبر” سفارة أمريكا بالرباط الذي صار “مفتياً” في القرارات السيادية للمملكة

بعد أن أعلن بلاغ الديوان الملكي عن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، خرجت كعادتها أبواق جماعة العدل و الإحسان للطعن في هذا القرار تحت ذريعة الدفاع عن القضية الفلسطينية.

و لعل المثير للتساؤل هو سبب غياب هذه الجماعة و التزامها الصمت حينما يتعلق الأمر بفضيحة تمس أحد أعضائها، إما جنسية أو بسبب حالة غش في بيع مواد غذائية و حتى إصدار شيكات بدون رصيد، في حين نراهم هم السباقين للظهور قصد الاسترزاق بقضية المغرب الأولى.

حسن بناجح من بين هذه الوجوه التي اعتادت رياضة “ركوب الأمواج” و الإفتاء في شؤون المملكة و علاقاتها الدولية لا سيما اتفاقاتها مع كل من الولايات المتحدة و إسرائيل.

بناجح و المهووس بالتدوين ضد المخزن كتب على حسابه منتقداً زيارة رئيس وزراء إسرائيل للمغرب : “نتن ياهو، أفجر قاتل للفلسطينيين تتم دعوته لوطء أرض المغرب الطاهرة،” لا لاستضافة القاتل نتن ياهو”.

ما لا يعلمه الجميع أن بناجح سبق أن فضحته تسريبات “ويكيليكس” بعد أن ورد اسمه في مذكرة سرية تحمل تاريخ 26 شتنبر 2009 موجهة من قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء إلى المصالح المركزية في واشنطن.

ذات المذكرة أكدت أن حسن بناجح كانت له اتصالات مع الضابط الأمريكي، المعروف في الأوساط الدبلوماسية بلقب “بول برايمر”، و الذي دأب على الاتصال به في أوقات العمل في أماكن خاصة بعيداً عن المراكز الرسمية بالبعثة الدبلوماسية، بعد أن يأخذ كل الاحتياطات الضرورية لتأمين الاتصال، ويأخذ وقته الكافي في تدوين كل المعطيات التي يزوده بها حسن بناجح حول الجماعة وخططها الحاضرة و كذلك المستقبلية.

حسن بناجح.. "مخبر" سفارة أمريكا بالرباط الذي صار "مفتياً" في القرارات السيادية للمملكةحسن بناجح مع أحد موظفي السفارة الأمريكية الرباط

تاريخ الجماعة في التنسيق مع جهات خارجية لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أوردت بعض التقارير أنه كان لها اتصالات مع السفارة الأمريكية بالمغرب سنة 2020، إبان توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب، الولايات المتحدة و إسرائيل، و ذلك بهدف تخفيض نبرة معارضتها وموقفها الرافض لاستئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل.

و بالعودة لحسن بناجح الذي يندد بتطبيع العلاقات بين المغرب و إسرائيل، تشير بعض المصادر المقربة من محيطه أنه لا يزال اليوم عميلا رسميا لموظفي السفارة الأمريكية في الرباط بمثابرته على إرسال أبحاث و دراسات حول الإسلام السياسي في المغرب.

من جهة أخرى، فقد سبق للسفير الأمريكي السابق بالمملكة، صامويل كابلان، في حواره مع جريدة إيكونوميست أن صرح بالحرف “لقاءات السفارة وأعضاء بجماعة العدل والإحسان تنظم بشكل سري، حتى يتسنى لأمريكا تقصي واستطلاع الطرق التي تفكر بها الجهات المعارضة للسلطة بالمغرب”.

وجب اليوم على بناجح و إخوانه أن يبتعدوا عن الخوض في مسألة دبلوماسية لا تمت لجماعته بصلة، بل يتحتم عليهم أن يعلموا أن التغيرات الجيو-استراتيجية و لعبة المصالح جعلت عدداً من الدول العربية أن تعيد علاقاتها مع إسرائيل مثل الإمارات و مصر و قطر، دون إغفال الدولة التي يتخذونها “قدوة” و هي تركيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى