تقرير | عندما حذّر المغرب من برنامج التجسس “بيغاسوس” (وثائق)

يبدو أن ذاكرة كل من يسعى هذه الأيام إلى إذكاء نار الحملة المسعورة ضد المغرب، التي تتهمه باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” المطور من طرف الشركة الإسرائيلية NSO ضد “نشطاء” و”صحافيين” وحتى “شخصيات أجنبية”، (يبدو) أن ذاكرتهم ضعيفة أو أنهم يتجاهلون عن قصد أن المغرب كان سباقا إلى التحذير من البرنامج المذكور.

ولذلك، ارتأى موقع “المغرب ميديا” إعادة نشر عدد من المعطيات (من باب التذكير)، تؤكد أن الادعاءات التي جاءت في تحقيق “فوربيدن ستوريز” و”أمنستي” لا يعدو كونها حملة “بروباغندا” ممنهجة ضد المغرب وأجهزة مخابراته والتي تفتقر إلى أدنى دليل مادي وملموس يثبت صحة تلك الادعاءات.

ويتعلق الأمر بالمذكرة التي أصدرتها المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لمديرية تدبير مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية بإدارة الدفاع الوطني، بتاريخ 14 ماي 2019 (أي قبل صدور تقرير “أمنستي” الذي اتهمت فيه المغرب باستخدام برنامج بيغاسوس)، تحذر من خلالها المغاربة أن الهواتف العاملة بنظام “أندرويد” 2.19.134 و”إيوس” 2.19.51، معرضة للاختراق من خلال ثغرة موجودة في تطبيق “واتساب”.

https://www.dgssi.gov.ma/sites/default/files/vulnerabilite_critique_dans_whatsapp.pdf

 

تقرير | عندما حذّر المغرب من برنامج التجسس “بيغاسوس” (وثائق)

وذكرت المديرية في وثيقتها التي نشرتها على موقعها الرسمي، أنه “تم إصلاح ثغرة خطيرة في تطبيق المراسلة WhatsApp، مشيرة إلى أن “استغلال هذه الثغرة الأمنية تسمح للمهاجم عن بعد بتثبيت برنامج المراقبة وتجسس على الأجهزة التي تستخدم WhatsApp”، داعية إلى تحديث التطبيق المذكور.

وبمعاينة الوثيقة الصادرة عن المديرية المذكورة والتابعة لإدارة الدفاع الوطني، نجد أنها أُرفقت بروابط لـ3 تقارير صحفية تتحدث بالتفصيل عن طبيعة هذا الخطر، والتي نشرتها شبكة BBC وشبكة Sky وشبكة CNN الأمريكية.

وبالولوج إلى التقارير المذكورة، نجد أنها تتحدث بشكل صريح عن أن برنامج التجسس الذي حذرت منه إدارة الدفاع الوطني المغاربة هو “بيغاسوس” الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية، مشيرة (التقارير) أن “بيغاسوس” لديه القدرة على الوصول إلى البيانات الشخصية المُخزّنة داخل الهاتف المستهدف، بما يشمل التقاط المعلومات من خلال الميكروفون والكاميرا.

تقرير | عندما حذّر المغرب من برنامج التجسس “بيغاسوس” (وثائق)

 

تقرير | عندما حذّر المغرب من برنامج التجسس “بيغاسوس” (وثائق)

تقرير | عندما حذّر المغرب من برنامج التجسس “بيغاسوس” (وثائق)

التحذير الذي أصدرته المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني، إن دل على شيء، إنما يدل أولا على أن الدولة المغربية بمؤسساتها الأمنية والعسكرية، حريصة أشد الحرص على أمنها القومي وأمن مواطنيها وأنها ترصد كل كبيرة وصغيرة من شأنها المساس بهما.

ويعني ثانيا أنه من الغير المنطقي أن تكون دولة ما تستخدم برنامجا للتجسس على فئة معينة من الأشخاص وفي نفس الوقت تحذرهم منه.

ويعني ثالثا أن المغرب كان على علم بوجود أنشطة تجسس على أراضيه تستهدف هواتف مواطنيه، لذلك كان حريصا على تحذيرهم إلى ضرورة تحديث تطبيق “واتساب” ونظام الهاتف الذكي للتحقق من عدم اختراق بياناتهم الشخصية.

وتجدر الإشارة إلى أن المديرية العامة لأمن نظم المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني، تحرص بشكل متواصل على كشف ونشر جميع أنواع الثغرات التي يمكن أن تستهدف أنظمة معلومات هاتف أو حاسوب أي مواطن مغربي.

وفي هذا الصدد، لابد من التذكير -على سبيل المثال لا الحصر- أن منطمة “أمنيستي” ادّعت في تقريرها سنة 2019، أن بيانات التحليل التقني المستخرجة من هاتف عمر الراضي تشير إلى وقوع هجمات من أجل حقن هاتفه النقال ببرنامج للتجسس وذلك في 27 يناير و11 فبراير و13 شتنبر 2019، بالإضافة إلى 27 و29 يناير 2020، وذلك عندما كان يتصفح محرك البحث “سفاري” الخاص بنظام “IOS” وهو نظام خاص بهواتف آيفون الذي تنتجه شركة “آبل”.

لكن، المعطيات التي سبق للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات أن كشفت عنها، تؤكد عكس ما روجت له “أمنيستي” في تقريرها، والذي ضمنته بمغالطات خطيرة لا أساس لها من الصحة، حيث أصدر مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية التابع للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات، خمسة إشعارات موجهة لجميع المواطنين المغاربة تنبههم لإمكانية استغلال هواتفهم الذكية، ولاسيما من خلال الأنظمة التي تشير إليها “أمنستي”، خلال نفس الفترة التي قالت أن هاتف عمر الراضي تعرض للاختراق.

مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية التابع للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات، أصدر بتاريخ 29 يناير 2020 تحذيرا لجميع المغاربة بكون شركة “آبل” قد أعلنت عن تصحيح العديد من نقاط الضعف التي تؤثر على بعض منتجاتها وأنه من الممكن أن يسمح هذا التحديث باستغلال نقاط الضعف لمالكي هذه الهواتف بأن يكونوا هدفا للمهاجمين والوصول إلى بياناتهم السرية.

تقرير | عندما حذّر المغرب من برنامج التجسس “بيغاسوس” (وثائق)

وبتاريخ 27 غشت 2019، أصدر نفس المركز تحذيرا لعموم المغاربة كون شركة آبل تقوم بتصحيح ثغرة تؤثر على بعض منتجاتها. ويمكن لاستغلال هذه الثغرة الأمنية أن تسمح للقراصنة باستهداف حاملي هذه الهواتف.

تقرير | عندما حذّر المغرب من برنامج التجسس “بيغاسوس” (وثائق)

وبتاريخ 23 يناير 2019 أطلق تحذيرا بكون شركة “آبل” أعلنت عن وجود العديد من الثغرات الأمنية والتي يمكن أن ينفذ منها المهاجمون. كما أطلق تحذيرا مماثلا بتاريخ 2 غشت من سنة 2019.

تقرير | عندما حذّر المغرب من برنامج التجسس “بيغاسوس” (وثائق)

وبناء على كل هذه المعطيات، فإنه من الغير المنطقي، أن تدعي منظمة العفو الدولية، أو “فوربيدن ستوريز” أن السلطات المغربية هي من تقف وراء اختراق هواتف أشخاص اختارتهم بعناية، دون تقديم أدنى دليل على ادعاءاتها، في الوقت الذي سهرت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني، على تحذير المغاربة باستمرار من جميع أنواع الثغرات الأمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى