ما هكذا يُرَدُّ المعروف.. جماعة العدل والإحسان تحتضن المعطي منجب والأخير يطعن في قدسية أهم ركائز “دعوتها الإسلامية”

“ايه لَمْ الشامي على المغربي” هي عبارة متداولة بين أشقائنا المصريين، تُضْرَبُ مثلا في تضاد توجهات أطراف لا توجد علاقة منطقية أو مصلحة بينهم، ثم تراهم فجأة مجتمعون بل ويتعاونون. وعادة ما تجد هذا الصنف يتحرك في الخفاء خشية أن تحبط مخططاته، لكن أبطال سلسلة “المعطي منجب في ضيافة الرفاق العدلاويين” قد سلكوا درب العلانية، من خلال الظهور سويا والتقاط الصور توثيقا لعلاقة صداقة مزعومة بينهما يتقاطع فيها الإسلام السياسي بالمعارضة الجوفاء. وطالما النظام ومؤسساته هو العدو المشترك فمن البديهي جدا أن يتحالف المختلفون والمتخالفون إيديولوجيا.
لكن الوفاق وإن فهمناه على مَضَضْ ، فإن المعطي منجب الذي داست قدماه حتما بيت جماعة العدل والإحسان ولعله غَمَّسَ وإياهم في نفس الطبق، لم يراع “الملح والطعام” وبدت له الفرصة سانحة للانقضاض من جديد على الدولة من بوابة الدين الإسلامي وهو أحد أتباعه بلا شك. وأعضاء الجماعة في سبات عميق بينما رفيقهم “مول الجيب” يطعن في قدسية القران الكريم ويستكثر عليه أن ينتفض دفاعا عن حرمته مليار مسلم عبر العالم بعدما تجرأ سويدي متطرف من أصول عراقية على حرق صفحاته. أليس من قناعات الجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وحماية منهاج حياتهم “المصحف الشريف”؟ أم أن الجماعة حربائية وتوظف الدين الإسلامي فيما يعينها على استهداف الدولة ومؤسساتها؟! هل لنا أن نَتَرَيَّثَ قليلا وأن ننتظر من الجماعة إصدار بيان استنكاري تصف فيه ومن خلاله حجم صدمتها في “خوها في الإسلام” أولا المعطي منجب، ثم رفيق أعضائها في الدعوة إلى التصدي للدولة ومؤسساتها وكل من يدور في فلكها؟؟.
وهي تتشدق بحمل هَمْ الإسلام والمسلمين والسعي جاهدة إلى نشر منهاج ديني قوامه النبوة، يبدو أن الفرصة قد قدمت إلى غاية بيت جماعة العدل والإحسان على طبق من ذهب، لتبرهن للرأي العام الوطني أن القرآن الكريم خط أحمر تسقط عنده أواصر القرابة قبل الصداقة. هل سيستجمع أطر الجماعة الشجاعة في أنفسهم ويطوون صفحة المعطي منجب أم أن صلابة الدولة ومؤسساتها تحتاج لدوام التحالفات ولو كانت مع الشيطان؟.