هل تقف الجزائر ومخابراتها وراء مقتل سائقي شاحنتين مغربيين في مالي

لا حديث في الأوساط المتتبعة للشأن المحلي المغربي إلا عن الهجوم الإرهابي الجبان الذي راح ضحيته سائقا شاحنتين مغربيين لنقل البضائع والأسماك، وإصابة ثالث بجروح خطيرة، يومه السبت 11 شتنبر 2021، قرب بلدة ديديني على بعد 300 كيلومتر من العاصمة المالية باماكو.
إذا كانت بعض الجهات الإعلامية ووكالات إعلام رسمية تصر على القول أنه لم يتم تحديد دوافع هذا الهجوم هل يتعلق الأمر بجهاديين أو قطاع طرق، فروا دون سرقة أي أغراض، فالواضح أن منفذي الهجوم لم يكونوا يستهدفون السرقة، بل كان هجوما مدروس يستهدف هؤلاء المغاربة، لأن الفيديوهات المتداولة لما بعد العملية، إذ تتوفر إدارة “ماروك ميديا” على نسخ منها وتعتذر على عدم نشرها لبشاعة المحتوى، حيث تبين من خلال التسجيلات عدم سرقة حمولة الشاحنة.
لكن الأكيد، أنه لا يكمن عزل هذه العملية الإرهابية الجبانة، التي راح ضحيتها اشخاص عزل، عن سياق الأحداث السياسية في شمال إفريقيا والساحل، وخاصة التحركات الجزائرية الأخيرة في المنطقة، بعد الهزائم المثالية للجزائر ودبلوماسيتها.
قبل محاولتنا البسيطة لسرد تسلسل الأحداث، التي سبقت أو تزامنت مع هذا الهجوم الإرهابي، وجب التوضيح انه قد نقلت وكالة الأنباء المغربية، الأحد 12 شتنبر 2021، عن شهود عيان أن أفراد المجموعة المسلحة كانوا “مختبئين بين الأشجار على جنبات الطريق”، وأنهم “كانوا مقنعين ويرتدون واقيات من الرصاص ولديهم أجهزة اتصال لاسلكي”.
ففي غياب دلائل ثابتة عن تورط الجزائر المباشر أو غير المباشر بهده العملية الجبانة، إلا أنه لا يكمن عزل هذا الهجوم الإرهابي عن سياق الأحداث التي تعرفها المنطقة.
فالملاحظة الأولى تكمن في كون هدا الهجوم وقع بعد أيام من قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وشنها لحملات إعلامية مغرضة، عن طريق صحافتها المكتوبة والمرئية والمسموعة، بالإضافة إلى الاستعانة بمؤثرين واصحاب قنوات على اليوتوب، تستهدف كل ما هو مغربي ساعية إعطاء صورة مغلوطة ومحاولة إخفاء إخفاقاتها على المستويين الداخلي والخارجي وأن المغرب هو المسؤول الوحيد عن كل ما يقع للجارة الشرقية.
الملاحظة الثانية، يمكن اختزالها في اللقاء الأخير الذي جمع بين وزير خارجية الجزائر وبين أشخاص مجهولين داخل سفارة بلده بمالي بحضور شخصيات عسكرية جزائرية.
أيضا يمكن إضافة ملاحظة ثالثة مفادها شروع جمهورية الجزائر في دعاية لقافلة تصدير مواد غذائية نحو موريتانيا.
أليس غريبا أن تتوالى كل هده الأحداث في ظرف أسبوعين، دون أن نشك في تورط المخابرات الجزائرية في العملية الإرهابية التي استهدفت السائقين المغربيين بمالي…
جدير بالذكر أن وكالة الأنباء المغربية نقلت أن السفارة المغربية في باماكو على اتصال مع السلطات المختصة في البلدين، مشيرة إلى “طلب فتح تحقيق من طرف السلطات المالية لمعرفة ملابسات الحادث واتخاذ ما يلزم من إجراءات”.
وحسب بعض المصادر، فقد تم نقل السائق المغربي الذي نجا من واقعة الاغتيال، نحو العاصمة المالية باماكو، فيما انطلقت كذلك الإجراءات القانونية والمسطرية لنقل في الأيام المقبلة جثمان السائقين إلى المغرب.