انسحاب فرنسي ومناورات جزائرية مزدوجة في الساحل.. أمريكا حريصة على علاقاتها المثمرة والموثوقة مع عبد اللطيف حموشي

لطالما شكل الوضع في منطقة الساحل مصدر قلق كبير لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، لاسيما مع تنامي عدد الجماعات الجهادية المتطرفة التي تهدد بشكل مباشر استقرار المنطقة، وبالتالي قد تعصف بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

وتبعا لذلك، نشرت صحفية “مغرب أنتليجنس” مقالا في الموضوع، تشخص من خلاله أوجه قوة المؤسسة الأمنية المغربية وعلى رأسها السيد عبد اللطيف حموشي الذي أجرى مؤخرا لقاءات مكثفة داخل وخارج المغرب، مع ثلة من المسؤولين الأمنيين الأمريكان لتباحث الوضع الأمني بمنطقة الساحل.

وفي هذا الصدد، ذهب بعيدا محللو وكالة المخابرات المركزية بواشنطن في مقارنة الوضع السائد اليوم في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وشمال نيجيريا والكاميرون بأفغانستان في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين.

فضلا عن هذا، يتابع كاتب المقال، فقد أدى انهيار فرنسا في منطقة الساحل، التي اضطرت إلى تقليص وجودها الدبلوماسي والعسكري بالمنطقة، وكذلك النشاط الروسي من خلال ميليشيا فاغنر، (أدى) إلى إعادة خلط الأوراق بالكامل.

أما بشأن التحركات المريبة التي تطبع تواجد النظام الجزائري بمنطقة الساحل، فقد أكد مصدر دبلوماسي أمريكي أن “الجزائر أصبحت عين بوتين بالمنطقة” وهو ما يعني أن التواجد الروسي الآخذ في التوسع هناك يشكل تحديا أمنيا لا يستهان به بالنسبة للأمريكان.

وإيمانا منها بضرورة الحفاظ على متانة علاقاتها مع المغرب، حليفها الدائم والمستقر، يستطرد نفس المصدر، فإن “الإدارة الأمريكية تعتبر المغرب شريكًا موثوقًا وملتزمًا في محاربة الإرهاب”، وفق تصريحات الدبلوماسي الأمريكي لصحيفة المغرب انتليجنس.

وسواء أكان مركز الاستخبارات المركزية أو مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن كافة أجهزة الاستخبارات الأمريكية تحتفظ لنظيرتها المغربية بتقدير كبير، حيث لا يتردد مسؤولو وكالاتها كلما سمحت الفرصة بذلك في الإشادة بجودة ودقة المعلومات المقدمة لهم، لاسيما من قبل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وتذكيرا بمتانة وعمق العلاقات بين الجانبين، يشير ذات المصدر، في 22 فبراير من السنة الجارية، استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بمكتبه بالرباط، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، السيد كريستوفر راي، في إطار زيارة عمل إلى المملكة المغربية على رأس وفد رفيع المستوى.

ثم سبقتها زيارة مماثلة أجراها السيد عبد اللطيف حموشي، شهر يونيو 2022 إلى واشنطن، حيث جمعته مباحثات مع كل من أفريل هاينز، مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية، ومع مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ويليام بيرنز، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، تناولت مختلف التهديدات الأمنية والمخاطر المستجدة على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما تمت مناقشة الآليات والسبل الكفيلة بمواجهة هذه المخاطر من منظور مشترك وجماعي قادر على تحقيق الأمن وإرساء الاستقرار الدوليين. ولم تسدل عام 2022 ستارها وإلا وسيدة  الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز تحل بالمغرب بدورها في زيارة عمل أمنية اجتمعت خلالها بعبد اللطيف حموشي.

علاوة على ذلك، شكلت التطورات الأخيرة في منطقة الساحل مع التزايد المهول للجماعات الإرهابية المتطرفة، خصوصا في شمال مالي، صلب النقاش خلال المباحثات الثنائية التي جمعت عبد اللطيف حموشي بمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المنعقدة منذ أيام في الرباط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى