تعدي سافر وتزوير فاضح لتاريخ وزعماء المنطقة المغاربية.. هذه وصفة أبواق نظام العسكر للنيل من المغرب (وليد كبير)

أصبحنا نستقبل بصدر رحب كل ما يصدر من مغالطات وافتراءات يقترفها نظام الكابرانات في حق تاريخ المنطقة المغاربية في سبيل النيل من المغرب والطعن في كافة تحركاته المشروعة لحماية وحدته الترابية. وها نحن اليوم نندهش من جديد بفصل جديد من مسلسل “يخ منو وعيني فيه” من إخراج وكالة الأنباء الجزائرية المعروفة باشتغالها على سيناريوهات محبوكة داخل المؤسسة العسكرية.
وإن قالها العساكر فلا مناص من تمريرها ومحاولة إقناع السذج بها، يستغرب المعارض الجزائري وليد كبير، مما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، أمس الأربعاء، ضمن مقال عنونته ” المخزن.. نظام بأطماع توسعية بدون استحياء”، حيث أرخت العنان لخيالها الواسع وصارت تحرف عنوة تاريخ المنطقة المغاربية ضدا على المصالح العليا لجارها المغرب. وبمقتضى المقال المذكور، أصبح لزاما علينا، يتابع ذات المتحدث بنبرة ساخرة، أن نصدق أن الجزائر عقدت قمة عام 1972 وعرفت مشاركة كل من الراحل الملك الحسن الثاني ونظيريه الجزائري الهواري بومدين والموريتاني المختار ولد داداه. ناهيك عن هذا، الجزائر مستضيفة القمة الوهمية، نزلت بكل ثقلها حتى اعترف المغرب رغما عنه باستقلال موريتانيا وعلى أرض الجزائر.
لكن الكذب لا يكون إلا على الأموات وفق تعبير وليد كبير، عن أي قمة يتحدث الإعلام الموالي لقصر المرادية طالما لا وجود لصور أو مستندات توثق الحدث؟ كيف يمكن أن يهتدي المؤرخون أو كل مهتم بالتاريخ ببساطة لما تضمنته القمة المزعومة من توصيات؟ هل يستوعب الكابرانات وأتباعهم حجم الاندحار الذي ما فتئت تتعرض له مصداقية بلد بأكمله حينما ينتصر حكامه للكذب والتدليس بدل الاحتكام للعقلانية والحجج الدامغة؟؟.
ورفعا لأي لبس، اللقاء الرسمي الذي التئم خلاله الزعماء المغاربيون الثلاث كان عام 1972 بالرباط، وهي قمة منظمة الوحدة الإفريقية التي استلم فيها الراحل الملك الحسن الثاني الرئاسة من المختار ولد داداه.
وحول الدوافع الحقيقية الكامنة وراء هذا التحريف المقصود لمجريات الأحداث، يوضح وليد كبير، فإن الكابرانات عمدوا إلى نسج خيوط قمة وهمية للتغطية على السبب الحقيقي وراء اعتراف المغرب باستقلال موريتانيا شهر شتنبر 1969 عندما استقبلت المملكة الرئيس الموريتاني بمناسبة قمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بالرباط آنذاك ردا على واقعة حرق المسجد الأقصى. بل ظلت مسألة الاعتراف باستقلال موريتانيا محل نقاش متواصل بين الملك الحسن الثاني والرئيس المختار ولد داداه، حيث أشار الرئيس الموريتاني في مذكراته إلى طرح الملك الراحل فكرة الاتحاد بين الدولتين مع الحفاظ على وضعيتهما الدستورية والسياسية المستقلة.
ومن هذا المنطلق، يؤكد وليد كبير، فإن المغرب قد ضحى بمطالبه لاسترجاع موريتانيا من أجل القضية الفلسطينية التي كان ولا زال يؤمن بعدالتها. مواقف المغرب الواضحة اتجاه القضايا العربية لا يمكن أن تحجبها مناورات الكابرانات الساعين إلى تدمير سمعة المملكة الطيبة بين الأمم، يخلص الصحافي الجزائري وليد كبير.