وليد كبير: نظام الكابرانات أبان عن ارتجالية مفضوحة في استدعاء وإعادة السفير الجزائري إلى باريس والصحراء المغربية كابوس قصر المرادية (فيديو)

العجب كل العجب في ما بات يقترفه ساكن قصر المرادية عبد المجيد تبون في حق الجزائر وبمباركة من العساكر طبعا. الجميع تابع كيف انتفض النظام الحاكم في وجه فرنسا حينما كشرت أنيابها وقتما تعلق الأمر بمضايقة الناشطة الجزائرية أميرة بوراوي باعتبارها تتمتع بالجنسية الفرنسية، وبالتالي كان التدخل الفرنسي في هذا الاتجاه أمرا طبيعيا ومشروعا حماية لإحدى رعاياها، يؤكد المعارض السياسي الجزائري وليد كبير. وكنوع من التصعيد، ارتأى تبون ومن معه استدعاء السفير الجزائري بباريس محمد عنتر داوود، لأن فرنسا قامت بحماية إحدى مواطناتها من بطش النظام الجزائري.
وفي عرف العلاقات الدبلوماسية، تخمد نيران الخلافات وتعود المياه إلى مجاريها باستصدار اعتذارات رسمية أو ما يفيد ذلك. لكن الاستثناء دائما جزائري، يقول ذات المتحدث، فحكام البلاد اعتادوا أن يُمَرِّغُوا صورة الجزائر في الوحل ثم يهرولون ناحية خصمهم بكل أريحية وبصدر رحب. لم نسمع عن أي اعتذار أو تصويب ربما لسوء فهم وقع في شِرْكِهِ البلدان مثلا، يستطرد وليد كبير. وفجأة دون سابق إنذار تعيد الجزائر سفيرها إلى باريس وتصدر بيانا في الموضوع هو نسخة طبق الأصل عن ما أفرج عنه قصر الإليزيه بذات المناسبة، يستغرب كبير.
الاستغراب يجد صداه بين سطور البيان الفرنسي-الجزائري، الذي نكاد نجزم أنه حُرِّرَ بقصر الإليزيه وأُحِيلَتْ نسخة منه على قصر المرادية حتى يُشَنِّفَ به الكابرانات مسامع الشعب الجزائري، في محاولة بئيسة لإقناعهم بأن حكامهم قد أخضعوا فرنسا لرغباتهم. وواقع الحال يؤكد بالملموس، يقول وليد الكبير، أن الخلاف بشأن استدعاء وعودة سفير الجزائر بباريس لم يكن إلا مسرحية رديئة الإخراج، كواليسها تثبت أن النظام الجزائري يَهَبُ فرنسا كثيرا وغير قادر البتة على زعزعة مصالحها الحيوية بالجزائر، على حد تعبير ذات المتحدث.
وتعليقا على استقبال الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج عمار بلاني لسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، أكد وليد كبير أن كره النظام الجزائري للمغرب يطفو على السطح مع كل زيارة رسمية يجريها مسؤول أجنبي إلى البلاد. فكيف يعقل أن تدور أجندة لقاء بلاني بالسفيرة الأمريكية حول جبهة البوليساريو الانفصالية؟ لماذا لم يجرأ هذا الأخير على مناقشتها بخصوص مضامين التقرير الأسود الصادر عن الخارجية الأمريكية الخاص بواقع حقوق الإنسان بالجزائر؟ ألهذه الدرجة يتخاذل النظام الجزائري بشأن الصورة الحقوقية للبلاد أم أن هوسه بالمغرب أكبر من أن يفتح عينيه على معيقات قطار التنمية بالجزائر؟.
وفي موضوع آخر، أي خطوة من شأنها أن تدخل النظام الحاكم في احتمالية اندلاع احتجاجات أو ما شابه فهو قادر على نَسْفِهَا، ولو تطلب الأمر إغلاق بيوت الله ومنع أداء الصلاة داخلها، يتأسف وليد كبير. فقد صُرِفَتْ ملياري يورو على المسجد الأعظم بالجزائر، التحفة المعمارية ذات أعلى مئذنة في العالم، ثم أصبح مجرد أطلال يتباكى الجزائريون عليها، لأن نظامهم الحاكم يرى فيها مشتلا خصبا لزرع بذرة الحراك الشعبي من جديد، ولا يصلح إلا أن يفتح في وجه الزوار الأجانب فقط. بخلاف المغرب الذي يحرص على فتح مساجد المملكة على مصراعيها في وجه المصلين الوافدين عليها من مختلف مدن المغرب لأداء الصلوات، بل حتى الكركرات ما أن انتهت الأشغال في مسجدها حتى فُتِحَ في وجه المصلين.