نشطاء يسخرون من خرجات الرئيس تبون الإعلامية.. بروباغاندا لتضليل الشعب أم مجرد “عادة شهرية” ؟

يواصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تكثيف خرجاته الإعلامية، سواء مع وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية أو مع أخرى أجنبية، ما اعتبره عدد من المراقبين أنها محاولة منه لإخماد الغضب الشعبي العارم الرافض للانتخابات التشريعية المقبلة، المرتقب إجراؤها يوم 12 يونيو، تحت شعار: “لا انتخابات مع العصابات”.

خرجات الرئيس تبون الإعلامية الأخيرة، التي أصبحت تقريبا شهرية، اعتبرها متتبعون للشأن الجزائري أنها تضر النظام أكثر مما تخدمه، بسبب تصريحات الرئيس العشوائية والغير مسؤولة، والتي في أغلب الأحيان تثير السخرية أكثر من إثارتها لاهتمام المحللين السياسيين أو وسائل الإعلام، وفق تعبيرهم.

فيما سخر آخرون منها، معتبرين إياها أنها مجرد “عادة شهرية” للرئيس تبون، يحاول من خلالها التنفيس عن الأزمات المتتالية التي يتخبط فيها النظام، والتغطية على مشاكله الداخلية.

تصريحات تبون من قبيل أن “الجزائر قوة إقليمية ضاربة في إفريقيا”، في الوقت الذي يعاني فيه بلد المليون شهيد من أزمة الحليب والزيت والسميد، ومؤخرا الماء، إن دلت على شيء، إنما تدل على مدى البؤس الذي يعيشه نظام العسكر، الحاكم الفعلي للبلاد، وعن مدى عجزه حتى عن تدبير أبسط الأمور المعيشية التي تهم المواطنين في الجزائر.

وأما أن يقول أن “المنظومة الصحية للجزائر هي أحسن منظومة في المغرب العربي وإفريقيا أحب من أحب وكره من كره”، في الوقت الذي فشل فيه النظام الجزائري في تلقيح شعبه، حتى صار يعول على مبادرة “كوفاكس” لإنجاح حملة التلقيح ضد كورونا، لهي محاولة يائسة للتغطية على الوضع الكارثي الذي آلت إليه الجزائر.

الأدهى من هذا كله، أن تسمع الرئيس تبون يقول أن “الجزائر خطيرة لأنه ليست عليها ديون”، والجميع يعلم أن الدين العمومي للجزائر حاليا، بلغ 45 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما بلغت المديونية الخارجية للدولة 1.06% من الناتج المحلي الإجمالي.

خرجات الرئيس تبون -خصوصا لقاؤه الأخير على قناة الجزيرة القطرية- اعتبر مراقبون أن الغاية الأساسية منها هي تصدير الأزمات الداخلية والتغطية على انهيار وشيك للنظام أمام استمرار الحراك الشعبي وتصاعد حدته، وذلك عبر الترويج لخطاب “المؤامرة”، مفاده أن الجزائر مستهدفة من قوى خارجية بسبب ما أسماه تبون تبني قضايا “تحرير الشعوب”، ناسيا أن الشعب الجزائري نفسه الذي يخرج كل جمعة في الحراك الشعبي، إنما يخرج لياطلب بتحريره من قبضة العصابة الحاكمة على رأسها عبد المجيد تبون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى