قميص نهضة بركان وحُلم علامة “صنع بالجزائر”

فعلا، لقد ظلمنا الجزائر بشنقريحتها وعسكرها وشعبها، وحتى حكامها الفعليين والرمزيين، عندما اعتقدنا جدلا أنهم اعتقلوا تعسفا قميص نهضة بركان بخارطة مغربه وأتاي الدحميس، ووضعوه تحت تدابير الحراسة النظرية بمطار هواري بومدين في العاصمة الجزائر، وظننا واهمين أنهم رفضوا أن يمنحوا الفريق المغربي قميصه، ليلعب مباراته ضد نادي إتحاد العاصمة الجزائري، برسم ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، وأن السبب هو حمل قميص الفريق البرتقالي لخارطة المغرب، فهم يعلمون سلفا أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، بل الغاية من حجز القميص كانت أكبر من خارطة بلد مجاور، بل هو حلم راود السيد الفريق الأول السعيد شنقريحة، وأراده أن يتحقق قبل وفاته (نتمنى له الخلود في منصبه)، وأن يرى فريقا مغربيا يحمل قميصا رياضيا عليه علامة “Made in Algeria S.C”، نسبة إلى جزائر السعيد شنقريحة.
كاد الحلم أن يكون أكبر لو تحقق الهدف للفريق الأول وارتدى فريق لقجع “المكولس للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)” هذا القميص ولعب به المقابلة، ولنا أن نرى كيف حرك السيد الفريق الأول كل الجيش لصناعة قميص لنهضة بركان على ذوقه ومقاسه، وإن كان ذلك تزييفا وبدون موافقة الشركة المغربية المكلفة بتصميم وإنتاج أقمصة نادي نهضة بركان، ولنا في “الغاية تبرر الوسيلة” أكبر عذر نمنحه للسيد السعيد في حياته رغم ضغينة “حكرونا المرراكة” وجديد “حكرونا البراكنا”.
رأينا كيف تحولت دولة بأكملها إلى معمل لصناعة الأقمصة الرياضية وكيف ترك الجيش مهامه وتحول على وجه السرعة إلى “مي نعيمة الخياطة”، وكيف صمم قميص رديء، لا يليق حتى للعب مباراة ودية” مثل عقلية الجزائر.
أراد شنقريحة أن يسجل في تاريخه غير الحافل بالانتصارات أول فوز رمزي له كفريق أول على المغرب، وأن يحمل القميص الذي صممه بنفسه وعلى مقاسه، والذي يحمل علامة “صنع بالجزائر” ويذهب به إلى فرنسا ويضعه في متحف اللوفر بباريس، وأن يزين القميص العروض الضوئية على واجهة “برج خليفة”، وسط مدينة دبي الإماراتية، بمناسبة عيد استقلال الجزائر الموافق لـ 5 يوليوز من كل سنة.
مع الأسف، فريق نهضة بركان منع هذا الحلم العظيم من التحقق، وحرم الجزائريين، الذي حلوا بملعب 5 جويليه، حاملين شعارات “البوليساريو” الانفصالية، من رؤية هذا الانتصار الوهمي الجديد للسيد السعيد شنقريحة على أرض الجزائر.
لقد ظلمنا الجزائر عندما اعتقدنا واهيين أنهم يسيسون لعبة كرة القدم، ويريدون جعل المستطيل الأخضر ساحة للانتصارات الخرافية، رغم أنهم أحضروا مواطن غير معروف اسمه زويليفليل مانديلا، فقط لأنه حفيد الزعيم الراحل الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، ليتضامن مع سكان جمهورية “صاندليستان” الصحراوية في معركتهم “الدون كشوتية” خلال حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، الشان 2023.
وفي موضوع متصل بقضية قميص نادي نهضة بركان، الذي جاورت شهرته قصة قميص النبي يوسف عليه السلام، وقال الجزائريون أنهم مستهدفون من المغاربة بسبب دعمهم اللامشروط للقضية الفلسطينية وأن قضية القميص البركاني ليست سوى مآمرة ماسونية من صناعة الصهاينة وتنفيذ المغاربة.
في الأخير، نتمنى الشفاء العاجل لسكان البلد-القارة ونخبرهم أنه تقرر، وبتعليمات عليا وبموافقة جياني إنفانتينو وباتريس موتسيبي وفوزي لقجع، مستقبلا أن تضع كل المنتخبات والأندية المغربية خارطة البلد على الأقمصة الرياضية الخاصة بها، وأن توثق ذلك بكل من الإتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF)، والإتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، ومحكمة التحكيم الرياضية (TAS)، وبهذا نضمن تفادي اللعب ضد الفرق والمنتخبات الجزائرية بملاعبهم، وأن الفوز سيكون عليهم بالنقاط دون حاجة إلى إجراء مباريات.