من بين كل المهن والقطاعات.. إدريس “هربان” لا يحمل إلا هَمَّ الشرطي ومآل ارتقائه المهني

 تبقى الظاهرة صحية حينما يتعرض رجال الصحافة بالتحليل والتمحيص لكافة انشغالات المجتمع، بما فيها هموم وتطلعات الشغيلة في مختلف القطاعات. بل وقد تُسْهِمُ العملية في رفع انتظارات الموظفين إلى أصحاب القرار وهنا تكون السلطة الرابعة قد تماهت مع دورها بامتياز وهو رصد النواقص واقتراح حلول لما لا.

غير ما آتينا على ذكره أعلاه لا يمكن البتة أن ينطبق على موقع هجين يتداخل فيه منطق الإخبار وإيصال المعلومة بواقع استهداف أشخاص ومؤسسات بعينهم والكل تحت أعين وتمويل الجيران، إيمانا بأهمية الجيرة واحتضان أبنائها كما دأب السلف الصالح القول “عار الجار على جارو”.

فبدون مقدمات ظهر من بين الركام شخص اسمه “إدريس فرحان” قلد صدره بوسم “الصحافي الاستقصائي” دون أن يُعْرَفَ للرجل لا تاريخ ولا باع ولا تجارب تذكر في المجال. هكذا هم المترامون على مجالات غيرهم وهكذا هم التائهون في الحياة بدون هوية، يتنقلون بين الحرف والمهن دون أن يستقر بهم الحال في أي منها طالما الهاجس الأكبر هو الهروب من براثين البطالة، وقلة الكفاءة اللتان تدفعان صاحبهما لتقديم نفسه قربانا لأعداء الوطن مقابل الدفع بسخاء.

الرجل وكما يقدم نفسه، المحقق كونان الذي أربك حسابات المخزن وجعله في حيرة من أمره لاسيما وهو يتبجح أن مصادره مغربية، أي أنه ينشر الغسيل من الداخل. وأي قوة أو مصداقية بعد تلك قد يتجرأ صحافي محنك امتلاكها غير إدريس “هربان” نحو الديار الإيطالية!!! عن أي مصداقية قد نتحدث ومجند الكابرانات لا تستهويه الكتابة “الركيكة” إلا على المؤسسة الأمنية وموظفيها؟! هل هو شغف صحافي حمله على إنشاء موقع الكتروني وعاهد “ضميره المهني” على أن يخصصه لأخبار أمن الوطن أم أنه هوس جزائري مستعد لأن يضرب أخلاقيات مهنة الصحافة عرض الحائط ويخلق بوقا الكترونيا يمده بما يلزم للنيل من صورة وسمعة الأمن المغربي؟؟. وفي كلا الحالتين النتيجة واحدة، اجتمع الخائن والعدو واتفقا على كسر شوكة الجار.

ونحن نرصد الظاهرة الكابرانية وأتباعها، علينا أن نتوقف قليلا عند آخر ما جادت به قريحة إدريس “هربان” حيال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشغيلة الأمنية.

من بين كل المهن والقطاعات لا يجد المعني بالأمر عزائه إلا في الخوض في شؤون موظفي الأمن الوطني. وإن كان لا بأس في المسألة كما قلنا آنفا غير أن يُنَصِّبَ صاحب موقع “الشرور نيوز 24” نفسه ناطقا رسميا باسم الشرطي المغربي ويعيد الكرة غير ما مرة وكأنما باقي مؤسسات البلاد تخلو من الإكراهات وأن منتسبيها لا انتظارات أو تطلعات لديهم بشأن ارتقائهم المهني.

التطرق لهموم الشغيلة مطلوب ومحمود إنما التحامل غير مقبول خصوصا وأن روائح خارجية تشتم منه. والحال ذاك، يستحيل أن نطلق لقب صحافي على إدريس فرحان أو حتى أن تقبله الشغيلة الإعلامية بين ظهرانيها، فمكانه لا يوجد حصرا إلى ضمن كوكبة الخونة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى