بسبب توظيفات مشبوهة.. اتهامات متبادلة بين الأساتذة والمدير بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة والسلطات الأمنية تدخل على الخط

تعيش مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بمدينة طنجة، منذ شهر يونيو المنصرم، على وقع فضيحة “توظيفات مشبوهة” بعد الإعلان عن مباراة لتوظيف أستاذ جامعي بالشعبة الفرنسية.

وحسب نص الرسالة التي توصل بها موقع “المغرب ميديا” من طرف مجهول، فإن مباراة التوظيف بالشعبة الفرنسية التي أعلنت عنها المدرسة في وقت سابق شابتها خروقات عديدة، حيث تم إتهام مدير المؤسسة بتوظيف معارفه وأصدقائه بطريقة غير قانونية.

مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بمدينة طنجة

وفي ذات السياق، أكد صاحب الرسالة المجهولة، أن عملية التوظيف بالمؤسسة المذكورة “مصممة خصيصاً لأشخاص معينين”، في إشارة إلى غياب مبدأ تكافؤ الفرص، بحيث يحرم الأشخاص الأكثر تأهيلاً من الحصول على فرصة عمل.

وبعد تداول الرسالة المجهولة على نطاق واسع، قام مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بمدينة طنجة، السيد نور الدين الشملالي، بتوجيه إتهام مباشر للأستاذ الطيب بوتبقالت، رئيس الشعبة الفرنسية، بصفته المسؤول “المباشر” عن كتابة “الرسالة المجهولة” سالفة الذكر.

حيت صرح مدير المدرسة للضابطة القضائية عند تحرير المحضر، أن الأسلوب الذي تمت به صياغة الرسالة “المجهولة” والمعلومات الواردة بداخلها، تؤكد الشكوك التي تحوم حول إتهام الأستاذ بوتبقالت، نظراً لطبيعة العلاقة المتوترة بينهما، والتي استمرت لفترة طويلة.

السلطات الأمنية بدورها، حاولت معرفة مصدر الرسالة المجهولة، وطالبت مدير المدرسة السيد نور الدين الشملالي، بإجراء تحليل تقني على الحاسوب الذي فتح منه الرسالة المجهولة، كإجراء عادي لتحديد كل المتدخلين والمتورطين في هذه القضية التي هزت الرأي العام.

في مقابل ذلك، صرح الأستاذ الطيب بوتبقالت، في رسالة توصل موقع “المغرب ميديا” بنسخة منها، أن الشرطة القضائية بمدينة طنجة استدعته للتحقيق معه بخصوص الشكاية الموجهة ضده، وبناءً على ذلك قام بالإدلاء بتصريحات رسمية للمحققين الذين وضعوا رهن إشارته كل الوثائق المتعلقة بالشكاية قصد الإطلاع عليها ومعرفة موقفه منها.

وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ بوتبقالت، أن لا علاقة له بالرسالة “المجهولة” وأن إتهامات مدير المدرسة لا أساس لها من الصحة، وأنه لا يوجد أي دليل دامغ يقطع الشك باليقين في هذه القضية،  وأن مساره الأكاديمي الحافل بالإنجازات، لا يسمح له بمثل هذه التصرفات الصبيانية، وأنه سيبقى وفياً لمبادئه في محاربة كل أشكال الفساد بالجامعة المغربية.

وقد أشار الأستاذ بوتبقالت، بصفته الكاتب العام المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أنه سبق له أن قام بإصدار العديد من البلاغات والبيانات ذات الصلة بالتدبير الإداري بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة، والتي تم نشرها في العديد من المنابر الصحفية الوطنية، وهذا ما جعل مدير المدرسة يؤخد “مواقفاً سلبية” اتجاهه في العديد من المحطات.

ومن أجل الوقوف عند حيثيات هذه القضية التي هزت الرأي العام بمدينة طنجة، نبه العديد من الأساتذة والباحثين إلى ضرورة إيفاد لجنة مختصة لمباشرة التحقيق في قضية “التوظيفات المشبوهة” بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة، وذلك من أجل الحد من الممارسات لاأخلاقية الضّاربة في عرض الحائط كل القوانين والقرارات الجاري بها العمل في المباريات الخاصة بولوج الوظيفة العمومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى