الهضراوي: خوتي و أخواتاتي المغاربة كنشكركم على حصيصة 2023

هناك مقولة تنسب لشي جيفارا تقول، معظم الذين تطوعوا لخدمة الفقراء أصبحوا أغنياء، ولا يزال الفقراء على حالهم، هذه المقولة توضح لنا حجم الإستحمار و الإستغباء الذي يتعرض له الفقراء والجماهير المصدقة للخطابات الغوغائية لدرجة تمجيدهم لذاك الراكب على ألامهم ومعانتهم، و كأنه المنقد والمخلص.
وخير تجسيد لهذه القولة هو الشخص الذي بين أيدينا اليوم، الصحفي حميد المهداوي، خبرة هذا الصحفي في الحياة المهنية وماعايشه جعلته متمكنا قي تقمص دور “روبن هود”، لعلمه المسبق بأننا شعب عاطفي نهرول دائما خلف السراب ونحكم على الأشياء بمظهرها البراق الخارجي دون الإكثرات بكينونتها وماهيتها، إضافة إلى درايته بأن ما يتحقق بمناشدة عواطف الجمهور، و إثارة التحيزات الدينية والطبقية لن يمكن تحقيقه بأي بشئ أخر.
خوتي وخواتاتي المغاربة، هي العبارة التي وجد فيها الزميل المهداوي أو كما أحب مناداته الهضراوي ضالته، بها تيسرت ومُهدت له طريق الإلتحاق بركب الميسورين، في حين ان من يدعي أنه يدافع عن قضاياهم ومشاكلهم وينقل معاناتهم لازالوا غارقين بمنستقنع الفقر.
حميد الهضراوي إرتدى عباءة المنقد و الغيور على وطنه و أخد على عاتقه محاربة الفساد وفضح المفسدين، والحال أنه لا يختلف عنهم في شيء، كل يخدم مصالحه ويسعى جاهدا للاغتناء وجمع الأموال، في حين أن من يدعي دفاعه المستميت عنهم ما يزدادون إلا فقرا، ربما لايعلموا هؤلاء المساكين ان حميد الهضراوي يبيعهم الوهم و يستغل مشاهداتهم، ليجاور الفاسدين حسب قوله في ضيعاتهم، “السيد سالا من أساسيات العيش في المدينة وداز للفيرمات بالبيسين نعام السي ” اللهم لا حسد.
إن الحديث عن الفساد و المفسدين والركمجة على قضايا الوطن وترويج الخطابات المعادية له” غير بالفن” مدر للاموال الطائله و في حقيقة الأمر يستهوي العديد، لكن وحده المهداوي نجح في مهمته ولعل لِلازمة “خوتي و خواتاتي المغاربة” الفضل في أسر قلوب الجماهير ومشاهداتهم، فوفقا للإحصائيات فاقت مداخيل الصحفي الهضراوي سنة 2023 من اليوتيوب 549 مليون سنتيم أي مايفوق 45 مليون سنتيم عن كل شهر من “أموال تترعرع” .
وبما ان أخونا المهداوي يحارب الفساد أينما كان و ينتقده فهل ياترى يؤدي ضرائبه للدولة التي يطعن فيها بكلامه ويقتات من قضاياها؟ هل يتبرع للفقراء الذين يدافع عنهم و يطالب بحياة عادلة لهم أم ترك أمرهم لدولتهم هي أولى بهم؟ و إكتفى بخطابه الشعبوي والعدمي الذي لن يغير من واقعهم شيء.
