بلغات العالم..”لمغاربة لحرار” يستنكرون استقبال إسبانيا لمجرم الحرب إبراهيم غالي بهذه الهاشتاغات

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة استنكار عارمة، أبطالها نشطاء مغاربة، على إثر إقدام إسبانيا مؤخرا على استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بإحدى مستشفياتها للعلاج.
تحت وسم spain_protect_criminal، انبرى العديد من المغاربة نحو التعبير عن امتعاضهم من هذه الخطوة التي قامت بها إسبانيا، لاسيما وأن زعيم الانفصاليين يشكل موضوع دعوات قضائية رفعت ضده بإسبانيا بتهم الاغتصاب والإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية.
وفي ذات السياق، لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عملت جهات استخباراتية جزائرية على استصدار جواز سفر دبلوماسي جزائري لمجرم الحرب إبراهيم غالي، واختارت له من الأسماء محمد بن بطوش، حتى تتم عملية ولوجه التراب الإسباني بسلاسة ودون تعقيدات تذكر، خصوصا وأن سجل المعني بالأمر حافل بالجرائم المطلوب بسببها من قبل القضاء الإسباني.
إعادة تركيب فصول انتحال هوية جزائرية مزورة لولوج مستشفيات إسبانيا دون مشاكل
قبيل وصول زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي إلى إسبانيا بتاريخ 21 أبريل، فقد انتشلت الجزائر زعيم الجبهة من تندوف و نقلته إلى الجزائر العاصمة، حيث أشرف عليه فريق طبي، في انتظار إتمام الإجراءات اللاقانونية الكفيلة بحلول هذا الأخير بإسبانيا دون تعقيدات تذكر.
واستنادا لما كشفت عنه مجلة Jeune Afrique في هذا الشأن، فقد تمت بالفعل الترتيبات كما كان مخططا لها، وسافر غالي نحو سرقسطة الإسبانية، ليجد في استقباله سيارة إسعاف تابعة ل Riojano Health Service (SERIS) لمرافقته إلى مستشفى San Pedro de Logroño حيث يتواجد حاليا.
وعن وضعه الصحي الذي يلفه الغموض، كشفت مصادر جد عليمة، أن الرئاسة الجزائرية ظلت متكتمة على إصابته بسرطان خطير في الجهاز الهضمي، نقل على إثره إلى عيادة بالجزائر العاصمة. فيما أكدت تقارير إعلامية أخرى أن غالي كان يخضع للعلاج من فيروس كورونا المستجد.
ربة ضارة نافعة.. ضحايا إبراهيم غالي يحطمون صنم الصمت ويخرجون للعلن لأول مرة
في قلب كل نقمة نعمة كما يقال، مثل ينطبق على ما أفرزته قضية استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي فوق أراضيها للاستشفاء. لكن، وبالرغم من ذلك، شكل هذا الحدث فرصة سانحة لبعض من ضحايا مجرم الحرب للخروج والحديث بوجه مكشوف عن الفضاعات التي ارتكبها غالي في حقهم. ولعل من أبرز هؤلاء، خديجاتو محمود، ضحية اغتصاب زعيم الميليشيات الانفصالية “البوليساريو”، التي دعت من خلال مقطع فيديو السلطات الإسبانية إلى ضرورة تقديم غالي للمحاكمة.
في نفس الاتجاه، راح عبد العزيز صمبة محمد، أحد ضحايا الجلاد إبراهيم غالي بمعتقلات البوليساريو، الذي عبر عن استيائه بالقول: “لايفوتني إلا وأن أندد أيضاً بدوري كوني آخر سجين يظهر لهذه السنة ويتحدث عما جرى له من تعذيب بسجون غالي السرية…”.
إبراهيم غالي بإسبانيا.. اختبار حقيقي لنزاهة القضاء الإسباني
تحت شعار “جا برجليه”، تتقاطر الدعوات على إسبانيا من كل حدب وصوب بغية نفض الغبار على القضايا التي شكلت لسنوات موضوع دعوات قضائية ضد إبراهيم غالي.
لذلك، ينتظر المنتظم الدولي من السلطات الإسبانية أن تخرج بموقف واضح وصريح حيال الضجة التي أعقبت استقبالها لزعيم الانفصاليين، لأن الدافع الإنساني ليس بالموقف المقنع، في مواجهة الأزمة الدبلوماسية التي قد تنشأ بين بلدين يجمعهما تعاون وثيق على مختلف الأصعدة.
فبالنسبة لخبراء في العلاقات الدولية، إسبانيا وضعت نفسها في مأزق لا مخرج منه إلا بإعادة الأمور إلى نصابها بإنفاذ القانون في حق مجرمي الحرب أمثال إبراهيم غالي، الذي أكد بتخفيه وراء جواز سفر جزائري مزور، أن جبهة البوليساريو قدرها أن تعيش متخفية وأن تنتعش فقط في مخيلة قيادييها وولية نعمتها الجزائر.
إسبانيا ابنة الاتحاد الأوروبي الصارم بحق كل من يتحرك في اتجاه تقويض جهود تكريس حقوق الإنسان وحتى الحيوان، تجتاز هذه الأيام امتحانا عسيرا قد يمنحها تأشيرة ولوج نادي الدول المناهضة لجرائم الحرب، وقد تنزل إلى الدرك الأسفل.